تعز لا تعيش هدنة، بل معركة؛
معركة بلا ضجيج، ولا رصاص، ولا قذائف، وبلا شهداء.
معركة أخبث من القتال، وقد نزع الكهنوت خوذته، وأخفى سلاحه، ولبس قناع الإنسانية المزيفة.
فتح معبرًا ليزيل حالة التأهب عن تعز بدعوى السلام، وفي الواقع، نقل المعركة إلى العمق: إلى الماء، إلى العملة والسوق، والتعليم، وإلى القلب...
إلى قلب المدينة.
وهذا نداء، بل استجداء.
الاستنزاف الذي يحدث لتعز لن تحتمله كثيرًا،
يفوق قدرة الناس على الصبر، فيما العدو يتربص...
يستنزف العملة من تعز، ويغرقها بالزحام، ويحاصرها في الوقت ذاته، ويقايض بالماء، ويتفرج من علٍ على المأساة... يقهقه.
وتعز... مصيرها يرتبط بالساحل والجنوب.
والتفرج على المدينة وهي تتآكل من الداخل، كمن يتفرج على وحشٍ يلتهم أطرافه.
وأشمّ أن ما يحدث لتعز مقدمة لسقوط،
نية لخسارة،
ومدينةٌ تعجز أن تشرب، آيلةٌ لخيالٍ يصعب التفكير به.
من صفحة الكاتب على الفيسبوك
