سمية الفقيه

سمية الفقيه

تابعنى على

آن أوان الانتفاضة يا تعز.. الصمت عار

منذ 5 ساعات و 17 دقيقة

تُحكِمُ الأزمات المتلاحقة قبضتها على تعز كل ثانية، ويشتد خناقها على التعزيين حتى باتت تقتلهم وتحرق أكبادهم، ولم يعد فيهم متسع لتحمل كل هذا الذبح والظلم، وما من مغيث.

تغوّل الفاسدون والجبابرة في تعز، وتجبروا، وذبحوا كل شيء جميل فيها، وشارفت على المجاعة، لأنهم لم يجدوا من يقول لهم: "يكفيكم عبثًا بتعز".

العار الحقيقي أن تنتظر في مدينتك دورك بالموت جوعًا، وعطشًا، وحاجة، وفقرًا، وأنت صامت وخانع لمن ظلمك.

حين لا تجد قطرة ماء تروي بها ظمأ طفلك وتصمت، هنا الصمت عار عليك... وحين تتضور جوعًا، وراتبك مقطوع، وإن أتى لا يكفي رغيفًا يابسًا، وبتّ غير قادر على شراء قوت يومك، وأنت صامت، فهذا خطؤك وعار عليك.

وحين تُذل وتُهان، وتُنتَهك كرامتك وآدميتك وكأنك لست إنسانًا، لا تجد كهرباء، ولا صحة، ولا تعليم، ولا بيئة نظيفة، ولا خدمات، وحياتك في الحضيض، وتصمت، فهذا عار عليك أنت.

إن لم تنتفض، أيها التعزي المهان، وحياتك كلها موت محتّم، وإهانة، وذل، فمتى ستنتفض إذن؟!

هذا الوضع الكارثي في تعز هو الأوان الحقيقي لانتفاضة حقيقية، انتفاضة الجوعى والمعدمين والمظلومين، في ظل وجود سلطة وحكومة تتلذذ بآلام التعزيين.

فمن الطبيعي جدًا أن تحدث إرهاصات مدمّرة لهذا الوضع الكارثي إن استمر وطال أمده، إرهاصات لن تكون متوقعة للجميع، طالما ليس هناك أي بارقة لحلول وشيكة من الحكومة.

إن كنا في بلد يعترف بآدمية البشر، لكان رغيف الخبز في منأى وبعيدًا عن أوكار ولؤم السياسة والسياسيين، وبعيدًا عن ضغائنهم،

ولكانوا تركوا للناس ما يقتاتون به على مائدة انعدم فيها كل القوت الضروري.

ولكن، إلى متى سيظل المواطن الضعيف البائس كبش فداء، وكرة يتقاذفونها كلٌّ حسب مقاس أحقاده وأطماعه النرجسية؟

إلى متى سيظل البسطاء الكادحون يدفعون ثمن نزاعاتهم ومصالحهم النتنة، والتي صارت نتيجتها أن الموت من الجوع والحاجة صار يهدد الناس، بسبب العجز والشلل التام للحكومة عن إيجاد حلول تضمن بقاء اليمني محتفظًا بقليل من آدميته وكينونته كمواطن يمني على أرض وطنه؟!

الجوع كافر، والعطش ملحد، هذا ما يجب أن يدركه الساسة، ويحذروا ثورة الجوعى وانتفاضة الخبز التي ستجتث كل الجالسين على جروحهم بمنتهى التوحش.

لا بد للجوعى أن يخرجوا بحثًا عن خبز أولادهم، وليكفروا بكل الساسة، ولينتصروا فقط لرغيف العيش، هو وحده من سيوحّد كلمة التعزي والشعب اليمني بأكمله على هدف واحد، مفاده: (عض قلبي ولا تعض رغيفي).

آن أوان الانتفاضة يا تعز، وإلا فالموت حليفك إن ظل الصمت سيد الموقف. وكفى.