في تعز يتشكل خطاب مناطقي يتماشى مع أجندة التفكيك والشرذمة..
قد يكون ردة فعل لفترات طويلة من الإقصاء والتهميش، لكنه ليس أكثر من ردة مدنية، تهدف إلى منطقة رقعة جغرافية ظل أبناؤها حاملي مشروع اليمن الموحد..
لأن الخطاب المناطقي أو المذهبي أو الطائفي لا يواجه إلا بخطاب وطني جامع..
هذا الخطاب المناطقي الذي يراد له أن يسود تغذية حنفيات مال ينساح من الخارج على ماكينة إعلامية تضخ خطابا عفنا، يستغل حالة الشعور بالإقصاء والتهميش في أكبر محافظات اليمن سكانا، ويوظف سلوكا إقصائيا تمارسه سلطات واقع ثبتها الخارج على الأرض لتنفيذ أجندته بشكل مباشر أو غير مباشر..
يكاد هذا الخطاب المناطقي أن يفرض على الجميع في تعز، بقدرة ماكينة إعلامية خلقت لتمارس دورا قذرا يستهدف وحدة الوطن والتعايش بين أبنائه..
ما إن تتحدث عن تعز، حتى يظهر لك أحدهم ومن دون مقدمات "أنت لا يحق لك أن تتحدث عن تعز"، بل إنه يزيد عن ذلك بوقاحة أن يحدد لك النطاق الجغرافي الذي ينبغي أن تتحدث فيه..
مثل هؤلاء، للأسف، هم معاول الهدم بقصد أو من دون قصد، ولن يصحوا من غيبوبتهم إلا على وقع نيران المناطقية التي لن تترك دارا..
يتناسى هؤلاء أن ابن تعز تقني مهني، وهي حالة متقدمة في التراتبية المدنية، وهذا التقني المهني لا يعترف إلا بحدود المهنة، فحيث وجدت فرصة العمل يتعايش مع مجتمعه..
لا تنسوا أن أبناء تعز انتشروا في كل اليمن، ليس لأنهم ينتمون لنطاق جغرافي معين، وإنما لأن طبيعتهم المهنية التقنية تقتضي ذلك..
تعرفوا ماذا تعني مناطقيتكم المقززة..؟!
تعني مزيدا من الشرذمة، فإن ساد هذا الخطاب، فإن المخا لن تكون تعزية، فهي تهامية الهوى والثقافة..
ولأن المشاريع الصغيرة تبدو كبيرة، ثم تصغر وتصغر حتى تصل إلى الأسرة الواحدة، ستجدون أنفسكم في متاهات الصراع بين الحجررة والشرعبة والصبرنة ووووو.
لـ العقلاء فقط
تعز ليست جغرافيا، بل ثقافة بروح عصرية..
وتعز هي حمامة سلام تفرد جناحيها على كل اليمن.
من صفحة الكاتب على الفيسبوك