وسام محمد

وسام محمد

تابعنى على

أسامة الشرعبي وافتهان المشهري.. رموز دولة تُغتال في تعز

منذ 3 ساعات و 32 دقيقة

للمتضجرين والمتأففين من كلامنا في تعز، بالذات الذين خارج اليمن: لو أنكم تعرفون الواقع في تعز وتخرجون علينا بهذا الاستعلاء، فهي كارثة. أما إذا كنتم لا تعرفون، فالكارثة أعظم. تخيلوا فقط أن جيشنا العظيم، الذي نعوّل عليه أن يحررنا من طغيان الإمامة ونفديه بأرواحنا، فيه بؤر للقتلة والنهابة واللصوص، وهناك من يوفر لهم الحماية ويتغاضى عن جرائمهم، لإبقاء المدينة تعيش وفق قانون الرعب، وأيضًا إلصاق عار بالجيش لإضعاف معنوياته.

لدينا مطالب بسيطة، وهي حق لكل إنسان يعيش في مدينة محاصرة بالقناصة والقذائف: فقط القبض على القتلة، وإقالة ومحاسبة من قصّروا بعملهم ووفّروا حاضنة مريحة للجريمة. لكن بدلًا من تحقيق هذا المطلب، أصبحنا نحن المشكلة لأننا نصنع "ضجيجًا" يؤثر على إحساسكم المرهف. نحن آسفون، ولكن بجد، ليس برضانا ولا نحن فاضين لتعمد إزعاجكم.

إليكم هذه القصة: قاموا بتوقيف أسامة الشرعبي من عمله كمتحدث باسم شرطة تعز، لمجرد تصريح وجده الناس قريبًا من الحقيقة لكنه لم يعجب السلطة الحاكمة بالكذب والدجل والمغالطات. أثبتوا أن التغييرات سهلة، ولكن فقط عندما تكون مصالحهم على المحك. حتى وإن كان تصريح أسامة الشرعبي خاطئًا وفيه تجاوز، كان من المفترض أن يبدأوا بمعالجة القضايا التي يرفعها الناس، ثم يعالجوا مشاكلهم.

أسامة الشرعبي وافتهان المشهري نموذجين للدولة التي يجري قتلها كل يوم في تعز. يعني فوق أن أبسط حقوقنا مهدورة كمواطنين (وليس كحزبيين، لأن قِسمها الحزبية في واقع كهذا)، بتنا أيضًا ندافع عن مسؤولي الدولة ضد الانتهاكات الواقعة بحقهم. وهو ليس دفاعًا اعتباطيًا أو لمجرد الضجيج، وإنما لإحساسنا أن هذه هي النماذج التي تمثلنا وتعكس ما نتوق إليه.

أسامة الشرعبي وافتهان المشهري امتداد للأبطال والشرفاء في الجبهات؛ هم أصلًا يضحون بحياتهم لأجل دولة العدل والحرية وضد الطغيان والتسلط.

إذا ترون أننا لا نستحق المساندة لأننا نكتب بخوف وسط كم هائل من التحذيرات وقلق الأهل والأصدقاء، وإذا لستم قادرين أن تساندونا بما أنكم تستطيعون الكتابة بحرية ودون خوف، فعلى الأقل نقطونا بسكوتكم.

(طبعًا المنشور موجه للمحترمين الذين "طست" عليهم بسبب الغربة والبعد وتأثير ماكينة الدفاع عن الوضع القائم، وليس لأصحاب المصلحة في الدفاع عن القتلة والتغطية على حقيقة الوضع في تعز).

من صفحة الكاتب على الفيسبوك