حمود خالد الصوفي

حمود خالد الصوفي

تابعنى على

الفتى حسين إلى روض (افتهان)

منذ 3 ساعات و 10 دقائق

لم تكد تعز تلتقط أنفاسها من وجع رحيل افتهان المشهري حتى عاد الحزن ليطرق بابها من جديد.

رحل الفتى حسين الصوفي، ابن التاسعة عشرة،

طالب الأمن السيبراني بجامعة العطاء،

شابٌ كان يحلم بمستقبلٍ آمن، ويكتب خطواته الأولى نحو الغد…

لكن رصاصةً غادرةً قطعت عليه الطريق، حين وُجِدَ في المكان الخاطئ..

أصابه الموت وهو يعبر الحياة كما تعبر النسمة نافذة الصباح،

فصار اسمه قصيدةً مبللةً بالدمع،

وصدىً يوجع القلوب في مدينةٍ كانت تُنشد الحب،

كان قلبه مليئًا بالحياة، بعطر الشباب، بضحكةٍ تعرفها شوارع مدينته،

إلا أنّ الحلم انطفأ فجأة،

كما تُطفأ الكهرباء عن مدينةٍ بأكملها،

وتركت روحه وراءها صمتًا ينوح في صدورنا.

يا تعز… يا مدينة النور والعلم،

ما بالُكِ تُشيّعين أبناءكِ واحدًا تلو الآخر؟

كيف صار شبابك هدفًا، وطرقكِ مرمىً للرصاص؟

أين الأمان الذي وعدنا به الوطن؟

حسين لم يكن مجرمًا ولا مقاتلًا،

كان فتىً يسعى لحياةٍ كريمة،

لكنّ نفس العصابة وذات القاتل سرق عمره وتركنا أمام سؤالٍ موجع:

كم حلمًا آخر سيسقط قبل أن نصحو؟

أيها المسؤولون، أيها الغافلون،

هذا ليس خبرًا عابرًا،

إنه وجعُ أمٍ لن تجفّ دموعها،

وأبٍ سيبقى يسمع صدى خطواته في الممرّ ولا يراه.

رحم الله حسين الصوفي…

فتى الأمن السيبراني، وحارس الحلم الذي لم يكتمل.

رحل تاركًا وراءه وصيةً خفية:

أن نحمي أبناءنا قبل أن تبتلعهم فوضى المدينة،

وأن نحرس ما تبقّى من إنسانيتنا،

قبل أن تغتالها رصاصةٌ أخرى.

*محافظ تعز الأسبق (من صفحته على الفيسبوك)