نبيل سبيع

نبيل سبيع

تابعنى على

الفنان علي عنبه.. قصة رحيل محزن

منذ ساعتان و 55 دقيقة

غادر علي عنبه صنعاء قبل نحو شهر إلى القاهرة للاستقرار فيها مع زوجته وأسرتهما المكونة من خمس بنات كبراهن صف ثاني ثانوي وولدين أصغرهما ثاني ابتدائي، غادر صنعاء بعد أن ضاقت عليه الحياة فيها- أو بالأصح بعد أن ضيّقوا عليه الحياة فيها- بدءاً من ظروف الحياة العامة لكل اليمنيين المقيمين تحت سلطة الميليشيا الإمامية وليس انتهاءً بظروفه الخاصة كفنان.

قبل أكثر من عام على مغادرته، ظهر الفنان الشعبي المعروف في فيديو شاكياً بمرارة من القضاء والمحاكم في صنعاء، وفي يده ملف القضية الذي قال إنه بدلاً من أن يحمل أوراق قصائد وأغانٍ بات يتنقل منذ خمس سنوات بين المحاكم حاملاً أوراق هذا الملف المتعلق ببيته الشخصي!

علي عنبه هو أحد الفنانين اليمنيين الذين اضطروا إلى مغادرة صنعاء بعد أن سيطرت عليها الميليشيا الإمامية المعادية للأغنية والموسيقى والفن والفنانين من حيث المبدأ. وقد ضاعف آخر قرارات الميليشيا المتعلقة بمنع "سمرات الأعراس" العبء والضرر على علي عنبه بوجه خاص لأن مصدر دخله الأساسي كان يتمثل في "سمرات الأعراس".

وصل علي عنبه مع أسرته إلى القاهرة قبل نحو شهر لبدء حياة جديدة فيها، وأمضى الوقت منذ وصوله في المعاملات وإجراءات إلحاق أطفاله بالمدارس. كان يأمل أن يراهم يتعلمون ويكبرون، لكن الموت باغته يوم أمس وهو يرتب حياته الجديدة مع أسرته في القاهرة. واليوم، تم إكمال إجراءات تجهيز ونقل جثمانه إلى عدن ومن ثم إلى صنعاء حيث سيوارى الثرى. قصة رحيل محزن لفنان جميل ومبدع يحمل في جوانحه وصوته شجن وجمال وأحزان وغصة اليمن.

وداعاً علي عنبه! لقد رحلت، لكن صوتك وفنك سيبقيان طويلاً بعدك.

من صفحة الكاتب على الفيسبوك