أسامة الشرمي

أسامة الشرمي

تابعنى على

طيّار الجمهورية الذي أسقطها

منذ ساعتان و 49 دقيقة

كان يسافر بلا تذكرة، يركب أول طائرة تغادر المطار، إضافةً إلى رحلتين مجانيتين تمنحهما له الخطوط الجوية اليمنية سنويًا إلى أي بلدٍ يختاره.

كان يدخل المطار بقميصه الأبيض المزيّن بالشرائط الذهبية وبنطاله الكحلي، تتبعه مجموعةٌ من المضيفات الحسناوات العاملات على رحلات الشركة، يمشي بخطواتٍ واثقة، لا يوقفه أحد، وكأنه رئيسُ جمهوريةٍ بلا حراسةٍ ولا بروتوكول.

أتحدث هنا عن طيّارٍ في شركة الخطوط الجوية اليمنية، انحاز إلى جماعة عبدالملك، واختطف طائرة ركابٍ إلى صنعاء؛ طائرةٍ اشتراها اليمنيون بأوجاعهم وديونهم وتكاليف علاجهم في الخارج، مخالفًا أوامر إدارة الشركة التي وجّهت بالهبوط في عدن.

ما مصير الطائرة؟

ظلّت مركونةً في مطار صنعاء أشهرًا، قبل أن تُدمَّر في غارةٍ جويةٍ إسرائيلية.

وما مصير الطيّار؟

ظلّ هو الآخر مركونًا في بيته لأشهرٍ، حتى أنهكه وأهله المرض، ثم عاد إلى المطار مطأطئ الرأس كي لا يُعرف، قبل أن تلقي السلطات الأمنية القبض عليه في مطار عدن بتهمة اختطاف طائرةٍ مدنية.

أيّ شيءٍ دهاك يا متوكل؟

يا طيّار، يا مثقف، يا متعلم!

سافرت إلى أغلب بلدان العالم، ورأيت أحوالها مقارنةً ببلادك.

بلغتَ بالجمهورية عنان السماء، ثم انحدرتَ بالإمامة إلى قاع الضغاطة.

كنتَ طيّارًا، فحوّلك عبدالملك إلى نهابٍ، وقاطعِ طريق، ومحاربٍ في زمن الضياع.

أيّ لعنةٍ أصابت اليمن حتى يستوطنها هذا الصنفُ الأَفَنُ من الناس؟

من صفحة الكاتب على منصة إكس