نبيل الصوفي

نبيل الصوفي

تابعنى على

بين صخب السياسة وجمال الوطن!

منذ 6 ساعات و 6 دقائق

والوطن هو كل هذه التفاصيل.

هل تعرفون "قبوة الكاذي"؟

يا لطيف كم ضجيج النقاش السياسي يدمر وجدان الانتماء الوطني.. وكم هو اليمن بعيون العاشقين للتفاصيل جميلاً وشامخاً..

تخطفني فيديوهات التفاصيل التي تخلد اليمن في الفضاء الإلكتروني..

أتابع صفحات عشاق سيارات التويوتا القديمة، وهم يعرفوننا برحلة التحديث الأهم في بلادنا، حيث تمكن آباؤنا ونحن معهم أيضاً من كسر القطيعة مع الحداثة والوصول لمراكز المدن وتغيير أنماط الحياة، ووسعوا الطرقات وعبَّدوها.

وهذا ملف مهم للكتابة وللتأمل ولمراجعة أدوارنا في سيرة الاتصال والتواصل الممتد إلى الكفاح غير المكتوب عنه لسائقي سيارات النقل اليوم، والذين لا يؤمنون بغير الوطن مصدراً للحياة والرزق والاتصال مهما كانت الصعوبات.

وللحديث عنهم بقية..

أتابع الفيديوهات التي تسجل التاريخ اليمني للأعراس، كل تلك التقاليد التي تشكل أفراحنا في قرانا ومدننا.

مقاطع فيديوهات عن أنشطة الأطفال في رؤوس الجبال.. في الوديان.. في صفوف الدراسة.

ويا لعظمة كل ما يخلد سيرة مدرسة في طرف قرية، وهي تحكي سيرة الجمهورية كيف حاولت تفكيك كبد التخلف والرجعية في مجاهيل الغيب اليمني.

المشاقر.. والبخور، حيث سيرة الخُمرة، هذه التي تفتح النفس وتتسع لها الرئة فرحاً وترحاباً قبل العطور المصنوعة والتي هي أيضاً كافحت معنا لتصنع الجمال والسلام والشغف.

ملابسنا، بكل هذه التنوعات التي تخطف عين الشمس بين منطقة وأخرى..

بلادنا مرهقة بزحام المعارك الصراعية.

بلادنا التي ينتمي لها السياسيون صفحة تفتقد الحياة، وهذه الحياة يدافع عنها أرباب الحياة الذين يتمسكون بساعة عصرية في طرف "حيد" يخزن عودي قات ويفتح نغماً ويمد قدميه في وجه المتاعب، ويسجل لنا دقيقة بالصوت والصورة من "اليمن" التي نحبها والتي تحبنا هي أيضاً.

ويبدو "الحوثي" صغيراً مجرد نقطة سوداء صغييييرة عابرة، في بحر هذا الوطن الدافق بالحضور وبالحياة.

صباحكم وطن يتسامى فوق معارك الغياب...