منذ اللحظة الاولى التي أعلن فيها الفريق طارق محمد عبدالله صالح تأسيس المقاومة الوطنية، كان الطريق واضحًا والهدف محددًا: استعادة الدولة المختطفة، وتحرير الشمال، وإعادة الاعتبار للجمهورية كهوية ووجود وسيادة. لم يكن ذلك مجرد رد فعل على الانقلاب الحوثي، بل مشروع وطني منظم أعاد بناء القوة الصلبة، وأثبت أن الجيش المنضبط هو وحده القادر على صناعة المبادرة وانتزاع زمام المعركة من الفوضى والمساومات.
لقد أدركت المقاومة_الوطنية أن الدولة لا تُبنى بالشعارات ولا تُحمى بالانتظار، بل تُصنع بالقوة المنظمة والإرادة الصلبة. فالسلام الحقيقي لا يولد من التجميد، بل من فرض معادلة جديدة على الأرض، معادلة تضع الانقلاب الامامي في موقعه الطبيعي: مشروع مهزوم أمام إرادة اليمنيين. ومن هنا جاءت القناعة الراسخة: لا دولة بلا صنعاء، ولا صنعاء بلا تحرير.
في كل محطة من محطات الحرب، يتضح أن هناك أطرافًا تخشى الحسم العسكري أكثر مما تخشى العدو الحوثي نفسه، وتستثمر في إطالة الصراع كرصيد سياسي أو شخصي، بينما يكون المستفيد الوحيد هو الحوثي الذي يستغل كل هدنة لترتيب صفوفه وتوسيع قبضته. فالتوقف عن التحرير ليس خيارًا سياسيًا، بل تنازل خطير يمنح الانقلاب الكهنوتي فرصة ذهبية لتثبيت كيانه القمعي وابتلاع ما تبقى من الدولة وانهاك الشعب في مناطق سيطرته.
ان المعركة اليوم لم تعد مجرد خطوط جبهات، بل اختبارًا لإرادة وطنية قادرة على مواجهة المشروع السلالي وإفشال حساباته. فالهدن التي لا تستند إلى قوة صلبة تتحول إلى قيود تكبل التحرير، وتمنح #الحوثيين مساحة إضافية للتمدد وتغيير الواقع #السياسي و #العسكري لصالحهم.
إن السلام الذي لا يحمي الدولة سلام منقوص، والاتفاق الذي لا يعيد للمؤسسات هيبتها اتفاق خاسر، وأي تهدئة لا تترافق مع تقدم ميداني هي انتصار مجاني للحوثيين مهما تم تجميله بالتصريحات.
فالزمن ليس محايدًا. وكل يوم يتأخر فيه الحسم هو يوم يترسخ فيه الانقلاب، ويتعمق فيه الألم، ويُنتزع فيه من اليمنيين جزء جديد من حقهم في الحياة الحرة. الحقيقة التي لا يمكن تجاوزها هي أن صنعاء ليست معركة مؤجلة، بل واجب وطني حاضر ومفتاح الدولة ومعنى الجمهورية.
إن المقاومة الوطنية وضعت مشروع التحرير في قلب الأولويات منذ يومها الأول، وستظل الحقيقة ثابتة مهما حاولت القوى الناعمة تعطيل المسار أو تجميل التراجع:
فكل تأجيل مكسب للحوثي… وكل حسم مكسب لليمن
>
