محمد العلائي

محمد العلائي

تابعنى على

من استدعى الهادي؟ قراءة في الرواية المغفلة

منذ ساعتان و 39 دقيقة

قبل فترة، كنت أقرأ خبر قدوم الهادي يحيى بن الحسين إلى اليمن كما رواه المؤرخ الخزرجي (مؤرخ الدولة الرسولية)، وتنبّهت لأول مرة إلى غياب أي دور قيادي لقبائل همدان الكبرى (حاشد وبكيل) في الأحداث المؤسسة لأول إمامة (أو إمارة) زيدية، بل كانوا في البداية على النقيض منها. 

لم تنبهني رواية الخزرجي بذاتها ولم تكشف لي جديداً، فقد كنت أعرف أن الذين ذهبوا إلى جبل الرس لاستقدام الهادي، رجال من خولان بن عامر [القضاعية الحميرية] في صعدة، وأن الذي استدعاه وشجعه على القدوم إلى صنعاء شخص يُدعى أبو العتاهية بن الروية (المذحجي)، وهو قائد عسكري منشق عن أمراء صنعاء في ذلك الحين، آل يعفر (الحميريين)، الذين كانوا يحكمون إما بشكل مستقل أو كوكلاء للعباسيين.

أنا بالأساس مهتم بالبحث والاستقصاء التاريخي حول علاقة همدان بالتشيع عموماً وبالزيدية على وجه الخصوص. 

وفي كتابي الأول والثاني، أفردت مساحة كبيرة لمساءلة ونقد عدد من التصورات والأفكار الشائعة المغلوطة حول هذه القضية.

على أية حال، لنقرأ خبر الخزرجي كما ورد في كتابه "العسجد المسبوك في من حكم اليمن من السلاطين والملوك":

"فخرج [قوم من اليمن] إلى جبل الرّس بالمدينة فقدموا بالإمام الهادي يحيى بن الحسين، وذلك في سنة أربع وثمانين ومئتين، فملك ما بين صنعاء وصعدة، وبعث عماله إلى النواحي، وكان مقيما بصعدة.

ثم إن أبا العتاهية بن الروية المذحجي استدعى الإمام الهادي من صعدة إلى صنعاء، فدخل صنعاء في المحرم من سنة ثمان وثمانين ومئتين، ودعا إلى نفسه فبايعه الناس، وضرب اسمه على الدنانير والدراهم، وكتب في الطرز، ووجه عماله إلى المخاليف فقبض الأعشار، وخرج إلى يحصب ورعين ونواحيها، واستخلف على صنعاء أخاه عبد الله بن الحسين، فأقام أياما هنالك، ثم عاد إلى صنعاء، ثم خرج منها إلى شبام، واستخلف ابن عمه [علي بن] سليمان على صنعاء.

وكان بعض آل يعفر وبعض آل طريف في سجن صنعاء، وبعضهم في سجن شبام، 

فاجتمعت همدان وغيرها وقصدوا الهادي إلى شبام وقاتلوه بصنعاء، ووثب من بصنعاء على نائبه بصنعاء وطردوه وكسروا السجن وأخرجوا من كان فيه من آل يعفر وآل طريف، 

وخرج الهادي من شبام، وأقام بريدة وبيت زود شهرًا، ثم عاد إلى صنعاء في جيش عظيم، فدخل صنعاء وانحازت (انسحبتْ) آل يعفر إلى شبام، وتَوَلَّى الأمر فيهم أسعد بن يعفر وابن عمه [عثمان] بن أبي الخير بن يعفر، 

فأقامت الحرب بينهم سجالاً، والناس في ضيق من العيش وانقطاع من الطرق، 

ثم رجع الهادي إلى صعدة سنة تسع وثمانين ومئتين وذلك في جمادى الآخرة منها، وعادت صنعاء إلى آل يعفر ودخلها مولاهم إبراهيم بن خلف".

طبعاً قصة الهادي عند الخزرجي لم تنته هنا.

يمكنكم العودة إلى كتابه لمعرفة بقية التفاصيل

من صفحة الكاتب على الفيسبوك