في مباراة ودية سبقت مونديال الناشئين في فنلندا عام 2003، فاز منتخبنا الصغير على منتخب إسبانيا بهدف دون مقابل.
الجزئية المدهشة لم تكن في الفوز؛ فقد كنا نمتلك آنذاك منتخبًا قويًا، بل كانت في ذلك اللاعب الذي كان يرتدي القميص رقم (10).
نعم، بالضبط، أكرم الصلوي.
النحيل الذي تأسرك رشاقته، والرشيق الذي تجذبك نحافته.
هذا اللاعب تألق بشكل لافت أمام إسبانيا، إلى درجة أن لاعبًا مثل سيسك فابريغاس، وكان في سنه حينها، أشاد إشادة خاصة بقدرات أكرم.
تأملوا كيف كان المآل؟
فابريغاس تصاعد نموه حتى أصبح واحدًا من أهم صنّاع الألعاب في العالم،
وأكرم الصلوي توارى بعد ذلك، ولم تُكتب له سيرة كروية تتناسب مع حجم موهبته، عدا وميض محلي انطفأ قبل أوانه.
بالتأكيد، لم يكن الذنب ذنب أكرم الصلوي وحده.
الذنب ذنب بيئة طاردة للمواهب، تنتزع الموهبة ثم ترمي بها في أحضان الضياع.
أكرم الصغير آنذاك لم يحتمل الهجوم الإعلامي الذي تعرض له من أنصار نادي المريخ السوداني بعد توقيعه للهلال.
الصغير المراهق دخل في حسبة قانونية فتحت عليه أبواب اللهيب.
هرب من نار ملاعب اليمن إلى جحيم ملاعب السودان.
لم يجد الحماية، ولم يستطع الاحتمال، فنجا بجلده، وعاد إلى بيئة يمنية أكثر بؤسًا من بيئة الملاعب السودانية.
أكرم الصلوي ليس الموهبة الوحيدة التي أغرتها نيران الواقع فاحترقت.
هناك من نازعوه الموهبة نفسها، لكنهم ذبلوا في غير أوانهم.
أتمنى على الفنان عادل عباس قراءة مسار الفنان أكرم الصلوي، وحماية نفسه من البيئة المحلية التي تموت فيها الموهبة مع سبق الإصرار والترصد.
المهمة لا تقع على عاتق عادل عباس وحده، بل هي مسؤولية المحيطين به.
من الضروري أن يجد عادل عباس بيئة خصبة يعبر فيها عن نفسه،
فـ«كيف» وأخواتها تعتمد على الذين يتبنون موهبة عادل عباس.
من صفحة الكاتب على الفيسبوك

>
