ذمار.. امرأة يمنية تتحدى حصار عناصر حوثية لمنزلها

الحوثي تحت المجهر - منذ 3 ساعات و 17 دقيقة
ذمار، نيوزيمن:

في مشهد نادر يجسد الشجاعة في وجه القمع، وقفت امرأة يمنية من قرية السنام بمديرية جهران في محافظة ذمار، تواجه عناصر مليشيا الحوثي المدججين بالسلاح، بينما يطوقون منزلها ويحتجزون زوجها. بوجه ثابت وصوت جهوري دوّى في محيط القرية، خاطبت المقتحمين قائلة: "أرعبتم الأطفال… روعتم النساء"، متحدية تهديداتهم ومسلّطة الضوء على واقع الانتهاكات اليومية التي يعيشها المواطنون في مناطق سيطرة الجماعة.

وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، الذي نشر فيديو الحادثة على صفحته بمنصة "إكس"، وصف المشهد بأنه "ملخص للوضع في مناطق سيطرة المليشيا"، حيث تُداس الكرامة تحت أقدام عصابة لا تعرف دينًا ولا خلقًا ولا مروءة. ودعا الإرياني مشايخ القبائل ورجال اليمن إلى عدم السكوت عن انتهاك حرمة النساء، محذرًا من أن الصمت اليوم قد يفتح الباب لانتهاك حرمات الجميع غدًا.

الحادثة تعكس بوضوح استراتيجية الترهيب التي تمارسها المليشيا ضد الأسر اليمنية، إذ تلجأ إلى اقتحام المنازل واعتقال المعارضين دون مسوغ قانوني، وغالبًا ما تطال هذه الاعتداءات النساء والأطفال في انتهاك صارخ للأعراف القبلية والقيم الإنسانية. وفي الوقت الذي يشكل فيه المجتمع اليمني تقاليد صارمة لحماية حرمة البيوت وصون النساء، تواصل المليشيا تحدي هذه القيم، ما يضاعف من حالة الاحتقان والغضب الشعبي.

وعلق عدد من النشطاء على الفيديو بالقول أن هذه المواجهة الفردية الجريئة، وإن كانت محدودة في سياقها، إلا أنها تحمل رسالة قوية عن رفض اليمنيين الخضوع للابتزاز المسلح والخوف المفروض بالقوة، وقد تشكل رمزًا محفزًا لمزيد من مواقف التحدي في وجه المليشيات التي تعتمد على سياسة القمع لكتم أي صوت معارض.

وأضاف النشطاء: "الحادثة ليست معزولة، بل تأتي في سياق سلسلة من الانتهاكات التي تتضمن اقتحامات واعتقالات ومصادرة ممتلكات، في وقت يزداد فيه التضييق على الحريات العامة والخاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين".