أكثر من 100 ألف متضرر.. السيول تجرف حياة اليمنيين

متفرقات - منذ 3 ساعات و 35 دقيقة
عدن، نيوزيمن:

مع استمرار الأمطار الغزيرة والسيول المفاجئة في اليمن، يعيش الآلاف من المدنيين حالة من الخوف والحرمان، حيث دمرت الفيضانات الأخيرة منازلهم ومخيماتهم المؤقتة، وغمرت أراضيهم الزراعية، وأعادتهم إلى دائرة النزوح والمعاناة من جديد. وبينما تتكاثر الأضرار، يتحول البقاء على قيد الحياة إلى تحد يومي بالنسبة للأطفال وكبار السن والأسر النازحة، وسط نقص حاد في الغذاء والمياه والخدمات الأساسية.

وأكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بالتعاون مع لجنة الإنقاذ الدولية، أن أكثر من 100 ألف شخص في محافظات عدة تضرروا جراء الأمطار الغزيرة التي ضربت اليمن خلال الأيام القليلة الماضية. وشملت الأضرار دمار المنازل، بما فيها مخيمات الأسر النازحة، وانقطاع الطرق وخطوط الكهرباء والمياه والصرف الصحي، ما أدى إلى عزل المجتمعات المحلية عن الخدمات الأساسية، وإجبار الآلاف على النزوح مرة أخرى.

وأشارت المفوضية إلى أن محافظة حجة وحدها شهدت تضرر أكثر من 16 ألف أسرة، بينما شملت الفيضانات أيضًا محافظات الحديدة والمحويت وريمة، مؤكدة أن الأسر اليمنية تواجه دمارًا واسعًا يطال حياتها اليومية ومستقبلها المعيشي.

وقال إشعياء أوغولا، القائم بأعمال مدير اللجنة الدولية للإنقاذ في اليمن: "الفيضانات المفاجئة جرفت المنازل والمحاصيل، تاركة كثيرين بلا شيء يعودون إليه. بعض السكان اضطروا للبحث عن النباتات البرية لإطعام أطفالهم". وأضاف أن هذه الظواهر الجوية المتطرفة، التي تفاقمت بسبب الصراع المستمر وانهيار الاقتصاد، تهدد بزيادة انعدام الأمن الغذائي وتعطل وصول الأسر إلى الأسواق والمساعدات الإنسانية.

وبالإضافة إلى الخسائر المادية، تواجه المجتمعات المحلية مخاطر صحية جديدة بسبب الأمراض المنقولة بالمياه، ومخلفات الحرب المتفجرة التي كشفتها السيول، ما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني. وحذرت لجنة الإنقاذ الدولية من أن استمرار هطول الأمطار قد يتسبب في نزوح مزيد من الأسر وتفاقم الأزمة الإنسانية، داعية المجتمع الدولي إلى تقديم دعم عاجل ومستدام.

استجابة لهذه الكارثة، أطلقت اللجنة الدولية للإنقاذ عمليات طوارئ في محافظات أبين ولحج وتعز وعدن، حيث تقدم فرقها مساعدات نقدية وإمدادات أساسية تشمل الفرش والبطانيات وأدوات الطبخ ومستلزمات النظافة للأسر المتضررة. كما تستمر اللجنة في تقديم الدعم للمتضررين من تفاقم انعدام الأمن الغذائي.

وبينما لا يزال تقييم حجم الدمار الكامل جاريًا، تؤكد المنظمات الإغاثية أن الخسائر على المجتمعات ستكون فادحة، وأن الجهود الإنسانية الطارئة وحدها لا تكفي، بل هناك حاجة لاستثمارات طويلة الأمد في البنية التحتية والزراعة وسبل العيش المقاومة لتغير المناخ لضمان بقاء اليمنيين على قيد الحياة وتحقيق التعافي المستدام.