هندسية المقاومة الوطنية تواجه عبوات الموت المتنقلة في الحديدة

المخا تهامة - منذ 4 ساعات و 20 دقيقة
الحديدة، نيوزيمن:

في مشهد يلخص قسوة الحرب وتبعاتها الممتدة، لم تعد الألغام الحوثية حبيسة الأرض التي زُرعت فيها، إذ جرفتها سيول الأمطار الأخيرة إلى مجاري الأودية والقرى المأهولة جنوب الحديدة، لتتحول حياة المدنيين هناك إلى كابوس يومي بين الخوف من الغرق أو الموت بانفجارٍ مباغت.

وأفاد الإعلام العسكري للمقاومة الوطنية أن فريقًا هندسيًا تابعًا للواء الأول تهامة، أحد ألوية المقاومة الوطنية، نفذ الثلاثاء عملية تطهير واسعة في مجرى وادي نخلة بريف مديرية حيس، بعد أن جرفت السيول ألغامًا زرعتها الميليشيات الحوثية في وقت سابق. وأكد أن الفريق تمكن من تفكيك عدة ألغام، فيما لا تزال عمليات البحث والتطهير مستمرة بوتيرة عالية لتأمين المنطقة وحماية السكان.

من جانبه، شدد أركان حرب محور الحديدة قائد اللواء الأول تهامة، العميد الركن فاروق الخولاني، على أن قيادة اللواء تضع سلامة المدنيين وتأمين مساكنهم ومزارعهم في صدارة أولوياتها، مشيرًا إلى أن وحدات الهندسة ستواصل عملها الدؤوب حتى إزالة هذا الخطر الذي يهدد حياة الأهالي بشكل دائم.

ويأتي هذا التدخل بعد أن تحولت السيول إلى ناقل قاتل، حملت معها الألغام من أماكن زراعتها العشوائية إلى مجاري الأودية ومناطق سكنية، ما ضاعف حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها أبناء الحديدة. ولا تقتصر المخاطر على المزارعين والرعاة فحسب، بل تطال النساء والأطفال الذين يضطرون لاجتياز تلك المناطق في حياتهم اليومية.

ويؤكد الأهالي أن الألغام أصبحت "قنابل مؤجلة" تترصد حركتهم في الطرقات والمزارع ومحيط منازلهم، وسط غياب كافٍ للفرق المتخصصة بتطهير المناطق الواسعة التي حولتها الميليشيات الحوثية إلى حقول موت. موضحين أن استمرار زراعة الألغام وجرف السيول لها يضاعف التحديات الإنسانية في الحديدة، ويجعل من كل موسم أمطار مصدر تهديد جديد لحياتهم؛ في ظل الحاجة الماسة لدعم دولي أكبر لمشاريع نزع الألغام وتأمين القرى المأهولة.