سلطة المخا: شروط الغذاء العالمي التعجيزية حرمت آلاف الأسر من المساعدات

المخا تهامة - Monday 15 September 2025 الساعة 10:39 am
المخا، نيوزيمن:

في مدينة المخا الساحلية، حيث تختلط معاناة النزوح بوطأة الفقر المدقع، يجد آلاف النازحين والأسر الفقيرة أنفسهم في مواجهة واقع أكثر قسوة، ليس فقط بسبب الظروف المعيشية القاسية، بل أيضًا بفعل الشروط التعجيزية التي يفرضها برنامج الغذاء العالمي لاعتماد المستفيدين ضمن برامجه الإغاثية. أسر فقدت منازلها ومصادر دخلها، وأطفال لا يجدون ما يسد رمق يومهم، يقفون اليوم أمام خطر حرمانهم من آخر شريان إغاثي كانوا يعتمدون عليه.

في هذا السياق، ناقش مدير عام مديرية المخا، سلطان محمود، الأحد، مع مدير مكتب برنامج الغذاء العالمي في المخا يوكينيري هيبي، المعايير الجديدة لعملية الاستهداف ضمن مشروع المساعدات الإنسانية، وذلك بحضور مدير مكتب شؤون المنظمات في الساحل الغربي الدكتور عادل المسعودي، ومدير الوحدة التنفيذية بالحديدة جمال مشرعي عبر الاتصال، إلى جانب مسؤول البرنامج المهندس عبدالملك الربادي.

وأكد محمود أن مديريات الساحل الغربي استقبلت أكثر من 120 ألف نازح من مختلف المحافظات، مشيرًا إلى أن المعايير المستحدثة من قبل البرنامج "تعجيزية"، ولا تراعي الواقع الإنساني الصعب الذي تعيشه هذه الأسر. وأضاف أن تطبيق هذه الشروط قد يحرم آلاف الأسر المستحقة من المساعدات الغذائية، ما ينذر بكارثة إنسانية جديدة.

من جانبه، شدد الدكتور المسعودي على ضرورة إعادة النظر في تلك المعايير، لافتًا إلى الوضع المعيشي المأساوي للأسر النازحة التي تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة اليومية، مشيرًا إلى أن استبعادها من قوائم المساعدات يفاقم معاناتها ويهدد استقرارها.

وكان مكتب شؤون المنظمات قد أصدر، الأسبوع الماضي، توجيهًا بإيقاف عمليات المسح التي ينفذها برنامج الغذاء عبر الشريك المحلي "المؤسسة الطبية الميدانية"، وذلك عقب تزايد شكاوى المواطنين بشأن استبعاد أعداد كبيرة من المستحقين من قوائم المساعدات، ما أثار استياءً واسعًا في أوساط النازحين والأهالي.

وأكدت السلطة المحلية في المديرية أن مديريات الساحل تمر بظروف إنسانية استثنائية نتيجة استضافتها عشرات الآلاف من النازحين، فضلًا عن تدهور أوضاعها الاقتصادية، وهو ما يتطلب من برنامج الغذاء العالمي انتهاج استجابة أكثر مرونة وإنصافًا. وطالب محمود بضرورة البحث عن مصادر تمويل إضافية لتغطية الاحتياجات المتزايدة، وضمان وصول المساعدات إلى جميع الأسر الأشد احتياجًا.

وشدد مدير عام المخا على أن مكتب شؤون المنظمات سيواصل متابعة آليات عمل البرنامج لضمان عدالة التوزيع وشفافية الإجراءات، مؤكدًا أن السلطة المحلية لن تتهاون في الدفاع عن حقوق المستحقين، باعتبار أن المساعدات الإنسانية تمثل خط الأمل الأخير لآلاف الأسر المنكوبة في المخا والساحل الغربي.