الحوثيون يواجهون ثورة 26 سبتمبر بالتحريض والاختطافات
السياسية - منذ ساعتان و 21 دقيقة
مع اقتراب ذكرى ثورة 26 سبتمبر 1962، تتصاعد حالة القلق داخل صفوف ميليشيا الحوثي الإيرانية، ما يدفعها إلى مواجهة أي مظاهر احتفالية مرتبطة بهذه المناسبة الوطنية بحملات قمع وبيانات تحريضية. خطاب الجماعة هذه المرة لم يختلف كثيرًا، لكنه كشف عن هشاشة موقفها أمام رمز وطني جامع يذكّر اليمنيين بالمشروع الجمهوري الذي تسعى الميليشيا لطمسه.
وأقدمت عناصر تابعة للحوثيين، مساء الثلاثاء، على اختطاف الشيخ حارث بن عبدالعزيز الحشار في مدينة خمر بمحافظة عمران، عقب خروجه من منزله لأداء الصلاة. ووفق مصادر محلية، قاد عملية الاختطاف المدعو أبو غالب الغيلي، المعيّن نائبًا لمدير أمن المديرية، حيث جرى اقتياد الحشار إلى سجن إدارة الأمن، وذلك على خلفية نشره شعار ثورة 26 سبتمبر في حسابه بتطبيق "واتساب".
لم يكن هذا الحادث معزولًا؛ إذ شملت حملات الحوثيين خلال الأيام الماضية عشرات النشطاء والإعلاميين في صنعاء وإب وذمار وحجة، فقط بسبب رفعهم الأعلام الوطنية أو نشر منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تمجّد الثورة.
زاد من وتيرة القلق بيان رسمي صدر عن وزارة الداخلية في حكومة الحوثيين بصنعاء، وصف الاحتفاء بثورة سبتمبر بأنه جزء من "مخططات خبيثة" تستهدف "الجبهة الداخلية". وجاء البيان بلهجة تحريضية حادة، إذ اعتبر أن "الأعداء الأمريكيين والبريطانيين والإسرائيليين" يحاولون استغلال المناسبات الوطنية لإثارة الفتنة والفوضى عبر أدوات محلية وصفها بالخونة والمرتزقة.
وتضمّن البيان إرسال تهديدات وتحذيرات للمواطنين من الاحتفال بهذه الثورة خارج إطارهم، معلنين الجاهزية الأمنية للتصدي لأي مظاهر احتفالية شعبية. كما دعو أنصارهم إلى "الإبلاغ عن التحركات المشبوهة"، في إشارة واضحة إلى أي تعبير عن التمسك بذكرى سبتمبر.
يرى مراقبون أن لغة البيان وما رافقها من حملات اختطاف تعكس الخوف العميق للحوثيين من رمزية ثورة سبتمبر، التي تناقض مشروعهم الإمامي الطائفي. ففي حين يُفترض أن تكون ذكرى سبتمبر مناسبة وطنية جامعة لليمنيين، تحوّلها الجماعة إلى "تهمة جاهزة بالعمالة"، وهو ما يعكس إفلاسها السياسي واعتمادها على نظرية المؤامرة لتبرير القمع.
كما أظهرت الأحداث الأخيرة أن الميليشيا تعتبر أي رفع للعلم الوطني أو نشر شعار سبتمبر تحديًا مباشرًا لسلطتها، ما يفضح هشاشة ما تسميه "الجبهة الداخلية".
أثار البيان الحوثي موجة انتقادات على منصات التواصل الاجتماعي، حيث وصف ناشطون الخطاب بأنه "إعلان حرب على ثورة سبتمبر"، ودليل على أن الجماعة ترى في الجمهورية خصمها الأول. وأكد نشطاء وكتاب على مواقع التواصل الاجتماعي أن الشعب اليمني لا يزال يتمسك بروح سبتمبر كخيار وطني جامع، وأن هذه الذكرى تشكّل كابوسًا مستمرًا للجماعة التي تحاول إعادة إنتاج نظام الإمامة في ثوب جديد.