محافظ حضرموت: المعركة الحقيقية هي الحفاظ على مؤسسات الدولة في وجه المؤامرات
الجنوب - منذ ساعتان و 45 دقيقة
أكد محافظ حضرموت، مبخوت مبارك بن ماضي، أن السلطة المحلية تخوض اليوم ما وصفه بـ "معركة حضرموت للحفاظ على مؤسسات الدولة"، في مواجهة ما أسماه محاولات الاستهداف والتضييق لإضعاف دور المحافظة وإرباك عمل مؤسساتها.
جاء ذلك خلال ترؤسه، الثلاثاء، اجتماع المكتب التنفيذي بالمكلا، بحضور وكلاء المحافظة ومديري المكاتب التنفيذية والمديريات، حيث أشاد بصمود القيادات التنفيذية وإصرارها على الإبقاء على مؤسسات الدولة رغم الظروف والتحديات، مؤكدًا أن حضرموت ظلت على مدى سنوات ركيزة أساسية لدعم خزينة الدولة وحماية النظام والقانون.
وقال المحافظ: "ندرك حجم المؤامرات التي تحاك ضد حضرموت بهدف هدم العمل المؤسسي والإضرار بالأمن والاستقرار، لكننا سنظل في الصف الأول دفاعًا عن مؤسسات الدولة وكيان المحافظة ودورها الريادي".
وتطرق بن ماضي إلى ملف التربية والتعليم، الذي وصفه بـ "الملف الحساس" كونه يمس كل أسرة وكل طالب، مؤكدًا إدراك السلطة المحلية لأهمية وقوفها إلى جانب المعلمين ومطالبهم المشروعة، وفي الوقت ذاته تمسكها بقدسية استمرار العملية التعليمية وحماية مستقبل الأجيال.
وأشار المحافظ إلى أن هناك محاولات لدفع التعليم الأهلي والخاص للاستفادة من تعطيل المدارس الحكومية، محذرًا من خطورة تلك المؤامرات ومشدّدًا على أن السلطة المحلية لن تسمح بتمرير مخططات تستهدف التعليم الحكومي. وأضاف: "التعليم يمثل أولويتنا القصوى، وسنعمل على كل الحلول الممكنة لاستمراره ودعم المعلم".
كما وجّه المحافظ بسرعة استدعاء جميع منسوبي التربية والتعليم المفرغين أو المنتدبين في مرافق أخرى للعودة إلى الميدان التربوي، مؤكدًا أن إصلاح ملف المتعاقدين وصندوق دعم التعليم سيكون في مقدمة الإصلاحات القادمة بما يعود بالفائدة المباشرة على المعلمين.
وفي الاجتماع، قدّم مدير مكتب الخدمة المدنية والتأمينات بساحل حضرموت، مبارك ناصر بابلغيث، تقريرًا أوضح فيه أن السلطة المحلية تتحمل أعباء مالية ضخمة لضمان استمرار العملية التعليمية. وكشف أن التكلفة الشهرية المخصصة للقطاع التربوي تبلغ 2 مليار و100 مليون ريال، تُصرف لتسويات موظفي التربية واستحقاقات أكثر من 21 ألف متعاقد في عموم المحافظة.
وأشار بابلغيث إلى أن ما يُصرف للتعليم في حضرموت يفوق ما يُصرف في بقية المحافظات، مؤكدًا أن المبالغ المخصصة للمتعاقدين في قطاع التربية تضاعف ما يحصل عليه المتعاقدون في بقية القطاعات داخل المحافظة نفسها.
الاجتماع أكد أن حضرموت لا تخوض فقط معركة في مواجهة التحديات الأمنية والسياسية، بل أيضًا معركة داخلية من أجل حماية التعليم والخدمات الأساسية من الانهيار، وسط ضغوط متزايدة وظروف اقتصادية صعبة.
وبينما شدد محافظ حضرموت على أن "المعركة الحقيقية هي معركة الحفاظ على الدولة"، فقد وضع قطاع التعليم في قلب هذه المعركة، باعتباره الحصن الأول لحماية مستقبل المحافظة وأجيالها القادمة.