المليشيا تعزل قياداتها عن العالم.. رُعب حوثي من سيناريو حزب الله

السياسية - منذ 4 ساعات و 20 دقيقة
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

كشفت مصادر أمنية عن تشديد مليشيا الحوثي الإرهابية لإجراءاتها الأمنية؛ لمنع كشف أماكن وتحركات قياداتها، خوفًا من اغتيالهم على يد إسرائيل، وتكرار سيناريو "حزب الله" في لبنان.

وقالت المصادر إن هذه الإجراءات تتركز على عزل قيادات المليشيا، خصوصًا العسكريين والأمنيين والعناصر المكلفة بحمايتهم، وكذلك المقربين منهم، عن أي اتصال خارجي بالعالم عبر شبكة الإنترنت.

وأضافت أن قيادات المليشيا الحوثية باتت تعتمد على وسائل اتصالية تقليدية، ومنظومات خاصة بها بشكلٍ محدود جدًا، مع تغييرٍ مستمرٍ ودائمٍ لأماكن إقامتهم في مناطق سيطرتها.

ووفق المصادر، فإن المليشيا الحوثية شرعت في تنفيذ هذه الإجراءات المشددة منذ حادثة استهداف اجتماعٍ لحكومة المليشيا بغاراتٍ إسرائيلية على إحدى الفلل جنوبي صنعاء، أواخر أغسطس الماضي.

وأشارت إلى أن تلك الغارات استهدفت أيضًا في فيلّا أخرى مجاورة اجتماعًا لقياداتٍ عسكريةٍ وأمنيةٍ بارزة، من بينهم رئيس أركان المليشيا محمد الغماري، الذي أقرت المليشيا مؤخرًا مصرعه، في حين تتكتم على مصير قياداتٍ أخرى، من بينهم وزير الدفاع محمد العاطفي.

ويؤكد مراقبون أن هذا الاستهداف أثار الرعب في صفوف مليشيا الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، من تكرار ما تعرض له الذراع الآخر لإيران في لبنان، والمتمثل بـ"حزب الله"، من تصفياتٍ شاملةٍ لقياداته على يد إسرائيل.

هذه التصفيات، التي انتهت بمقتل أمين الحزب وأحد أهم مؤسسيه حسن نصرالله، بدأت مطلع أغسطس من العام الماضي باغتيال إسرائيل للقيادي البارز في الحزب فؤاد شكر.

ويرى مراقبون أن دور شكر في الحزب يتشابه مع الدور الذي لعبه الغماري في صفوف مليشيا الحوثي منذ بداياتها الأولى في صعدة، من حيث الإشراف العسكري على بناء وتدريب وتأهيل التشكيلات المسلحة.

وهو ما يفسّر تركيز إسرائيل على استهداف الغماري كأول قيادي بارز تسعى تل أبيب لتصفيته من بين قيادات مليشيا الحوثي، حيث استهدفته بغارةٍ منتصف يونيو الماضي، إلا أنه نجا منها، وفق ما أعلنته حينها هيئة البث الإسرائيلية.

ليأتي نجاح إسرائيل في تصفيته بالاستهداف الثاني، وخلال شهرين فقط، مشيرًا إلى نجاحها في إحداث اختراقٍ داخل صفوف المليشيا، مكنها من رصد تحركات وأماكن تواجد قياداتٍ بارزةٍ فيها.

خسارة المليشيا للغماري، الذي يُعد أهم قيادي عسكري يُقتل في صفوفها منذ ظهورها كحركة تمرد في جبال صعدة عام 2004م، تأتي في وقتٍ تتكتم فيه على مصير قياداتٍ أخرى قد تُعلن عن مصرعهم في الأيام القادمة.

وتبقى الخسارة الكبرى التي تعرضت لها المليشيا بمصرع الغماري هي سقوط الهالة التي حاولت بناءها حول نفسها، عن صعوبة اختراقها من الداخل، وسخرية بعض الموالين لها من إمكانية تكرار سيناريو "حزب الله"، لتجد نفسها اليوم أمام رعبٍ حقيقي من تحقق هذا السيناريو.