مصادر محلية: مليشيا الحوثي تنقل عناصرها من المهمشين إلى جبهات القتال
الحوثي تحت المجهر - منذ 5 ساعات و دقيقة
صنعاء، نيوزيمن، خاص:
كشفت مصادر محلية عن قيام مليشيا الحوثي، خلال الأيام القليلة الماضية، في نقل العشرات من عناصرها الذين جرى استقطابهم من فئة المهمشين إلى جبهات القتال في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها، في خطوة وُصفت بأنها عقابية وانتقامية، تعكس طبيعة التعامل التمييزي الذي تنتهجه الجماعة تجاه هذه الفئة.
وأفادت المصادر أن هذه الإجراءات جاءت عقب مقتل أحد القيادات المحلية التابعة للمليشيا في إحدى المحافظات، برصاص عنصر حوثي ينتمي إلى فئة المهمشين، الأمر الذي أثار حالة من التوتر داخل صفوف الجماعة، ودفع قياداتها إلى اتخاذ قرارات جماعية بحق منتسبيها من الفئة ذاتها، دون النظر إلى ملابسات الحادث أو المسؤولية الفردية.
وبحسب المعلومات، شملت الإجراءات نقل عناصر المليشيا من فئة المهمشين من مواقع كانت تُعد أقل خطورة، مثل قطاعات حماية المنشآت والشخصيات، وأقسام الشرطة، والحمايات الأمنية، والمرافقين، إلى جبهات القتال المباشرة، التي تشهد مواجهات عنيفة بين الحين والآخر، في مؤشر على استخدامهم كوقود للحرب.
وتأتي هذه الإجراءات عقب مقتل القيادي "جلال عبدالحميد دماج"، المعين من قبل المليشيا نائبًا لمدير أمن مديرية فرع العدين غرب إب، على يد مرافقه المنحدر من فئة المهمشين، ويدعى "جبران محمد غانم أحمد".
وأكدت المصادر أن عملية النقل تمت بشكل مفاجئ ودون أي مبررات قانونية أو تنظيمية، ما تسبب بحالة من السخط والخوف في أوساط المهمشين المنخرطين في صفوف المليشيا، خصوصاً في ظل إدراكهم لطبيعة الجبهات التي تم الزج بهم فيها.
ويشير مراقبون إلى أن هذه الخطوة تعكس سياسة ممنهجة تتبعها مليشيا الحوثي في استغلال فئة المهمشين، عبر استقطابهم تحت وعود زائفة بالحماية أو الرواتب، ثم الزج بهم في أخطر المهام العسكرية، مع حرمانهم من أي ضمانات أو حقوق، في ظل خطاب عنصري غير معلن داخل بنية الجماعة.
وتأتي هذه التطورات في سياق أوسع من الانتهاكات التي تُتهم بها مليشيا الحوثي بحق فئات اجتماعية ضعيفة، حيث سبق لمنظمات حقوقية أن وثّقت حالات تجنيد قسري وتمييز وإقصاء بحق المهمشين، واستخدامهم في الأعمال القتالية والأمنية دون مراعاة للحد الأدنى من المعايير الإنسانية.
ويرى ناشطون أن استمرار هذه الممارسات يعمّق من معاناة فئة المهمشين في اليمن، ويكشف حجم الانقسامات الداخلية داخل الجماعة، كما يعكس طبيعة الصراع القائم على الإقصاء والعنف، ويؤكد أن المليشيا لا تتوانى عن التضحية بعناصرها، خصوصاً من الفئات الأضعف، للحفاظ على تماسكها الداخلي ونفوذها العسكري.
>
