سفن الشحن تعود إلى البحر الأحمر بحذر وسط حماية أوروبية مشددة
السياسية - منذ 4 ساعات و 45 دقيقة
عدن، نيوزيمن:
شهد مضيق باب المندب، أحد أكثر الممرات البحرية حساسية في العالم، عبور أول سفينة تابعة لشركة "ميرسك" العالمية للشحن باتجاه البحر الأحمر، في خطوة تمثل عودة حذرة للشركات التجارية إلى الممر بعد توقف استمر نحو عامين.
وأوضحت الشركة الدنماركية في بيان رسمي أن هذه الرحلة جاءت بعد تقييم دقيق للوضع الأمني في المنطقة، وتطبيق أعلى معايير السلامة لحماية الطاقم والبضائع.
وتعد هذه العودة مؤشراً مهما على استقرار جزئي للممر المائي الذي طالما تعرضت فيه حركة الملاحة الدولية لهجمات متكررة من قبل مليشيات الحوثي منذ أواخر 2023. وتأتي خطوة "ميرسك" بعد أن اضطرت خلال الفترة السابقة إلى تحويل مسارات سفنها حول رأس الرجاء الصالح، ما أضاف تكاليف إضافية وزمن رحلات أطول على شركات الشحن العالمية.
وقال خبراء في الشحن البحري إن عودة "ميرسك" قد تشجع شركات أخرى على استئناف عملياتها عبر البحر الأحمر، ما يسهم في تخفيض تكاليف النقل البحري وتحسين انسيابية سلاسل التوريد الدولية، لكنه لا يعني اختفاء المخاطر تمامًا، إذ أكدت الشركة أن استمرارية المسار تعتمد على استقرار الوضع الأمني في المنطقة خلال الأشهر المقبلة.
وفي سياق متصل، أعلنت مهمة "أسبيدس" الأوروبية، المكلفة بحماية الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، نجاحها في تأمين مرور ما يقرب من 1400 سفينة تجارية منذ انطلاق مهمتها قبل 22 شهرًا. وأكدت المهمة في بيان رسمي أن أصولها الحربية قدمت الدعم والحماية الوثيقة للسفن التجارية أمام تهديدات المليشيات الحوثية، مع الالتزام بالقانون الدولي وحق الدفاع عن السفن التجارية وطواقمها، دون استهداف مناطق الحوثيين شمال اليمن.
وتعكس هذه التطورات الميدانية أهمية الدور الأوروبي في ضمان حرية الملاحة وحماية التجارة الدولية في أحد أهم الممرات البحرية العالمية، خصوصًا أن البحر الأحمر يمثل شريانًا تجاريًا حيويًا يربط بين الشرق والغرب، ويخدم الملايين من المستهلكين والصناعات حول العالم.
وأشار محللون إلى أن عودة شركات الشحن الكبرى مثل "ميرسك" تمثل اختبارًا حقيقيًا لمدى استقرار المنطقة، مضيفين أن نجاح مرور السفن من مضيق باب المندب قد يشجع المستثمرين والشركات التجارية على تعزيز نشاطاتهم، لكنه في الوقت ذاته يضع ضغطًا على القوى الإقليمية والدولية لضمان استمرار الحماية والمراقبة البحرية لمنع أي تهديدات مستقبلية.
ويعتبر استئناف الرحلات البحرية خطوة اقتصادية مهمة لموانئ البحر الأحمر وللنشاط التجاري في اليمن والسعودية ومصر، حيث يعزز من حركة الاستيراد والتصدير ويعيد الثقة إلى الأسواق المحلية والإقليمية بعد سنوات من التحديات الأمنية المتكررة في هذا الممر الاستراتيجي.
>
