في مواجهة البرد والفقر.. دفء إنساني يعيد الابتسامة لأطفال قرى المخا

المخا تهامة - منذ 4 ساعات و دقيقة
المخا، نيوزيمن:

يعيش سكان القرى النائية في مدينة المخا والساحل الغربي عمومًا واقعًا معيشيًا قاسيًا فرضته سنوات الحرب الحوثية العبثية وتداعياتها الاقتصادية، حيث تتقاطع قسوة الطبيعة مع شحّ الموارد وغياب فرص العمل، لتضاعف معاناة أسر تعتمد في رزقها اليومي على الصيد أو الزراعة أو الأعمال الشاقة ذات الدخل المحدود.

ومع اشتداد موجات البرد الشتوية، تتحول البيوت البسيطة المصنوعة من القش والخشب إلى عبء إضافي، خصوصًا على الأطفال الذين يواجهون الشتاء القارس بملابس مهترئة لا تقيهم البرد ولا الأمراض.

وسط هذه الظروف الصعبة، عادت ملامح الفرح إلى وجوه الأطفال والأسر البسيطة مع وصول فريق خلية الأعمال الإنسانية للمقاومة الوطنية إلى القرى النائية لتدشين حملة توزيع الملابس الشتوية ضمن مشروع إنساني يهدف إلى التخفيف من معاناة السكان في المناطق المحررة. ويأتي هذا المشروع برعاية عضو مجلس القيادة الرئاسي وقائد المقاومة الوطنية ورئيس مكتبها السياسي، الفريق أول ركن طارق صالح، وبدعم سخي من الهلال الأحمر الإماراتي، في إطار جهود إنسانية متواصلة تستهدف الفئات الأكثر احتياجًا.

وتندرج هذه الحملة ضمن سلسلة تدخلات تنفذها الخلية لتوفير الغذاء والملابس والمساعدات الأساسية، عقب عمليات مسح ميداني دقيقة بالتنسيق مع السلطات المحلية، للوصول إلى القرى المعزولة التي غالبًا ما تغيب عن خارطة تدخلات المنظمات الإنسانية الأخرى.

وعبّر الكثير من المواطن عن مشارعهم تجاه تلمس أوجاعهم وتوفير لهم متطالبات ضرورية في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة. مشيرين إلى أن تسلم الملابس الشتوية أدخل الفرحة والسعادة إلى قلوب الأطفال الذين لمسو الدفء في عز الأجواء الباردة.

المبادرات الإنسانية التي يشرف عليها الفريق ركن طارق صالح وصلت إلى كل بيت في القرى الساحلية المحررة سواء الأغاثية أو الإنسانية أو الخدمية أو حتى الطارئة، مشاريع متنوعة تسهم بشكل كبير في تطبيع الحياة والأوضاع وإعادة الحياة إلى طبيعيتها.

توقيت الحملة الشتوية جاءت بحسب الأهالي في وقت غاية الأهمية، في ظل ارتفاع الأسعار وندرة فرص العمل، موضحين أن الملابس الشتوية لا توفّر الدفء فحسب، بل تحمي الأطفال من الأمراض الموسمية التي تتفاقم مع البرد والرياح الموسمية. مؤكدين إن هذه المبادرات تسدّ فجوة كبيرة وتعيد الفرحة والأمل للأسر والأطفال الذين يقطنون في مساكن بسيطة لا تحمي من برد الشتاء ولا من حر الصيف.

وتؤكد الأسر المستفيدة أن تدخلات خلية الأعمال الإنسانية لا تقتصر على توزيع الملابس الشتوية، بل تشمل دعمًا غذائيًا وإنسانيًا متواصلًا، يعزز من صمود الأسر ويخفف من آثار الظروف المعيشية القاسية التي فاقمتها الحرب المستمرة التي تشنها مليشيا الحوثي.

وفي هذا السياق، شدّد رئيس لجنة التخطيط والتنمية والمالية بالمجلس المحلي، الشيخ عبدالله السراجي، على أهمية هذه المبادرات في تعزيز قيم التكافل الاجتماعي، مشيدًا بالدور الإنساني الذي يقوم به الفريق أول ركن طارق صالح، وبالدعم الأخوي السخي المقدم من دولة الإمارات العربية المتحدة عبر الهلال الأحمر الإماراتي.

وتعكس حملة "شتاء دافئ" التزام خلية الأعمال الإنسانية للمقاومة الوطنية بمواصلة دعم الأسر اليمنية الأكثر هشاشة، عبر برامج مستمرة تشمل الغذاء والدواء والملابس، بما يضمن تقديم مساعدات عاجلة وفعّالة، ويحدّ من المخاطر الصحية والاجتماعية التي تهدد الأطفال في ظل البرد القارس والأزمة الاقتصادية المستمرة.

وتأتي هذه الجهود في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى التدخلات الإنسانية الشتوية، ما يجعل مثل هذه المبادرات شريان حياة حقيقي للأسر التي تكافح من أجل البقاء، وتعيد الأمل في واقع يثقل كاهله الحرمان والمعاناة.