اليمنيون في أمريكا.. مخاوف من إلغاء إقامتهم المؤقتتة

السياسية - منذ 3 ساعات و 55 دقيقة
عدن، نيوزيمن:

تشكل الجالية اليمنية في الولايات المتحدة جزءًا من أكبر الجاليات العربية في أمريكا، حيث شهدت اليمن خلال السنوات الأخيرة الماضية موجات هجرة كبيرة سعيًا للبحث عن فرص اقتصادية وتعليمية أفضل، نتيجة الحرب والنزاعات التي تشهدها البلاد منذ عقد. 

وتشير تقديرات تعداد الولايات المتحدة لعام 2020 إلى وجود نحو 91 ألف شخص من أصل يمني، بينما تشير تقديرات أخرى إلى أن العدد الإجمالي، بما في ذلك الأجيال الجديدة، قد يتجاوز 100 ألف شخص. ويتركز وجودهم في ولايات ومدن محددة، أبرزها ميشيغان (وخاصة هامترامك ودييربورن)، ومدينة نيويورك، ومناطق في كاليفورنيا وفيرجينيا وإلينوي. 

ويعيش اليمنين في الولايات المتحدة تحت الحماية المؤقتة " TPS" والتي تتيح لهم العمل والتنقل بحرية، وبحسب القرار الأخير ستنتهي الإقامة في مارس المقبل من العام 2026، ما يعني مخاطر عديدة تحيط بالمغتربين اليمنيين، وطالبت الجالية اليمنية والمركز الأمريكي للعدالة بتمديد إقامة اليمنين على اعتبار أن اليمن مازال يشكل خطرًا على الحياة وبيئة غير آمنة.

ويعكس تجديد برنامج الحماية المؤقتة لليمنيين في الولايات المتحدة اعترافًا أمريكيًا مستمرًا بأن الظروف في اليمن ما تزال غير صالحة للعودة الآمنة، بعد أكثر من عقد من الصراع المسلح والانهيار المؤسسي، فالقرار لا يأتي في سياق إنساني بحت فحسب، بل يعكس أيضًا تقييمًا سياسيًا وأمنيًا بأن اليمن لم يشهد تحسنًا جوهريًا يبرر إنهاء الحماية، خصوصًا في ظل اتساع رقعة النزاع وتدهور الأوضاع المعيشية والخدمية.

و يمثل تمديد TPS شريان أمان لآلاف اليمنيين الذين استقروا في الولايات المتحدة، إذ يمنحهم حماية من الترحيل القسري ويتيح لهم العمل بشكل قانوني، ما يساهم في استقرارهم النفسي والاجتماعي. هذا الاستقرار لا ينعكس فقط على الأفراد، بل يمتد إلى أسرهم داخل الولايات المتحدة وخارجها، حيث تعتمد كثير من العائلات في اليمن على تحويلات المغتربين كوسيلة للبقاء في ظل الانهيار الاقتصادي.

نصف بقالات نيويورك

في سياق الحديث عن اليمنين في أمريكا، قالت سفارة الولايات المتحدة الأمريكية لدى اليمن، إن المواطنين اليمنيين المقيمين في مدينة نيويورك الأمريكية يمتلكون نصف متاجر البقالة في المدينة. 

وذكرت السفارة في بيان نشرته عبر صفحتها على منصة "إكس"، أن الأمريكيين من أصول يمنية يمتلكون ما يصل إلى 50٪ من متاجر البقالة في مدينة نيويورك، ومنها تلك الموجودة في بروكلين، مما يسهم في دعم الأحياء بتوفير فرص العمل وتعزيز روح المجتمع. 

وعلى اعتبار أن اليمنيين من أصول يمنية يملكون نصف متاجر نيويورك، ما يعني أن تمديد إقامتهم ضرورة ملحة، فالبرنامج يسهم بادماج اليمنيين في سوق العمل الأمريكي بصورة قانونية، ويقلل من العمل غير النظامي ويعزز مساهمتهم الضريبية والإنتاجية. وفي المقابل، فإن أي إنهاء مفاجئ للحماية قد يدفع شريحة واسعة منهم إلى الهشاشة القانونية، بما يحمله ذلك من أعباء اجتماعية وأمنية على الدولة المضيفة.

يبقى TPS حلًا مؤقتًا لا يعالج الجذور العميقة لمشكلة اللاجئين والمهاجرين اليمنيين، إذ لا يوفر مسارًا واضحًا نحو الإقامة الدائمة أو الاستقرار طويل الأمد. هذا الوضع يضع المستفيدين في حالة ترقب دائم لقرارات التمديد، ويجعل مستقبلهم القانوني مرتبطًا بالتطورات السياسية في اليمن وبحسابات السياسة الداخلية الأمريكية.

من جانبه، وجه المركز الأمريكي للعدالة رسالة رسمية إلى وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية، دعا فيها إلى الحفاظ على وضع الحماية المؤقتة للمواطنين اليمنيين المقيمين في الولايات المتحدة، في ظل استمرار النزاع المسلح والانهيار الإنساني الشامل في اليمن. 

وقال المركز في بيان إن الأوضاع في اليمن ما تزال تندرج بوضوح ضمن الشروط القانونية التي نص عليها قانون الهجرة والجنسية الأمريكي، من حيث استمرار النزاع المسلح، وغياب مؤسسات الدولة، وانهيار الخدمات الأساسية، وانتشار انعدام الأمن والغذاء، الأمر الذي يجعل أي عودة قسرية تهديدًا مباشرًا لحياة المدنيين. 

وأوضح المدير التنفيذي للمركز، المحامي عبد الرحمن برمان، أن آخر إحصائية رسمية صادرة في 30 سبتمبر 2024، أظهرت أن عدد المواطنين اليمنيين المشمولين ببرنامج الحماية المؤقتة بلغ نحو 1,975 شخصًا داخل الولايات المتحدة، قبل أن ينخفض العدد لاحقًا إلى قرابة 1,380 شخصًا بعد حصول بعض المستفيدين على الإقامة القانونية الدائمة. 

وأضاف أن اليمنيين الحاصلين على برنامج الحماية المؤقتة يمثلون نسبة ضئيلة مقارنة بإجمالي عدد المستفيدين من البرنامج، الذي بلغ حتى 31 مارس 2025 نحو 1,297,635 شخصًا من جنسيات متعددة، وفق بيانات مكتب أبحاث الكونغرس الأمريكي، ما يعكس أهمية البرنامج كآلية حماية إنسانية أساسية ضمن نظام الهجرة الأمريكي.