مروان العقيبي

مروان العقيبي

تابعنى على

صنعاء بعد منتصف الويل: عيد الولاية بين الطائفية والفقدان

منذ 4 ساعات و 30 دقيقة

الشوارع مظلمة وباردة، يتخللها ضوء خافت ينبعث من عبارة "عليٌ ولي الله" على جبل نقم إيذانًا بقدوم "عيد الولاية".

صوت زغاريد حزينة يدوّي في بيت قديم تسكن فيه امرأة عجوز ووحيدة من أسرة "العمدي". للتو تلقّت المرأة نبأ وفاة ابنها الثاني والأخير في جبهات الحوثيين. 

تركَ الصبي القتيل دراسته الثانوية لينال "شرف الموت" والإلتحاق بوالده وأخيه الأكبر. كان المعيل الأخير للأم العجوز الوحيدة لكن "كبريائها السلالي" لا يسمح لها بالبكاء.

ستخرج المرأة صباح اليوم الموالي لتطرق أبواب جاراتها وتبشرهم بوفاة ابنها وهي مبتسمة، ستطلب منهن مشاركتها في الاحتفال.

وصدقني، لا فائدة من تساؤلك: كيف ستعيش العجوز؟ فهذا أمر هين.

بالنسبة للأسر "الهاشمية" في صنعاء، لا شيء سيوقف الاحتفالات بـ"عيد الولاية". وهناك مصممون يستطيعون دمج صورة القتيل مع أيقونة لعلي في السماء، حسب زعمهم. 

في الصباح الباكر لا يزال الجو غائمًا، وهذا خبر سيئ لأن ألواح الطاقة الشمسية لن تشحن البطاريات جيدا وستخفت الإضاءة لليلة أخرى. 

في المحل الذي يعمل فيه المصمم على الأيقونات الإثناعشرية كنوع من المجاملات، يدخل رجل وبيده زينة "عيد الولاية" ويفرض على مالك المحل شراء الزينة بمبلغ مرتفع قليلاً. 

في قرارة نفسه يردد الرجل شتائم بذيئة ونابية لا تستثني أحدًا من أفراد السلالة. 

لا يمانع العديد في تعليق الزينة، لكن فرض شرائها بالقوة إمعانٌ في الإهانة والإذلال. في معظم المحال التجارية ملصق مليشاوي تم وضعه لاتقاء شر الحوثيين. 

لاحقًا ستتباهى مليشيا الحوثي بقوة الاحتفال وتفاعل المواطنين مع الفعاليات الطائفية.. تحاول المدينة التجاهل فترتفع راية إيران.

صنعاء بعد منتصف الويل

من صفحة الكاتب على الفيسبوك