عمار علي أحمد

عمار علي أحمد

تابعنى على

صنعاء بعد الضربة الإسرائيلية.. بين الغموض والتكتم الحوثي

منذ 6 ساعات و 51 دقيقة

أكثر من أسبوع مرّ على الضربة الإسرائيلية في صنعاء.

وإلى الآن أنا مش فاهم منطق البعض من المحسوبين علينا في التقليل والاستخفاف من أهمية ما حصل؟!

لأن موقفهم هذا كله مبني على ما أعلنته مليشيا الحوثي حول خسائرها في الضربات، وليس على معلومات أكيدة من مصادر مستقلة حول حصيلة هذه الضربات.

وكأنهم يخدمون الحوثي بالمجان.. ولا أدري هل هو جهل، أم عناد، أم ـ ما نشتي نقول ـ تعمد عن إدراك وقصد!

وإلا لماذا هذا الاستعجال في الحكم على الضربات، والمليشيا إلى اليوم لم تفصح حتى عن مصير كل أعضاء حكومتها، وخاصة من العناصر العقائدية كوزير التربية حسن الصعدي، أو وزير الإدارة المحلية محمد حسن المداني؟

كما أن المليشيا لم تقدم حتى الآن دليلاً قوياً يدحض المزاعم الإسرائيلية باستهداف كل من وزير الدفاع بحكومتها، ناصر العاطفي، ورئيس أركان المليشيا محمد عبدالكريم الغماري.

طبعاً أنا لا أُهلل ولا أضخّم من الغارات، ولا أؤكد أو أجزم بمصير هذه القيادات البارزة بالمليشيا، لكن لو وضعنا الأمور في سياقها الصحيح يمكننا تقييم هذه الغارات بشكل دقيق.

من وجهة نظري، إن الغارات تمت عبر اختراق تقني، وليس اختراقاً بشرياً كما فعلته إسرائيل مع حزب الله في لبنان ومع النظام الإيراني. بدليل أن ناطق جيشها (أمس) الخميس ـ أي بعد أسبوع من الغارات ـ قال بأن مصير رئيس أركان المليشيا ووزير دفاعها "لا يزال غير معروف".

أي أن إسرائيل لا تملك مصدراً من داخل المليشيا الحوثية يؤكد لها مصير العاطفي والغماري، على عكس ما كانت تقوم به بعد اغتيال قيادات حزب الله أو الحرس الثوري الإيراني، حين كانت تؤكد بعد ساعات أو بعد أيام قليلة نجاحها أو فشلها في الاغتيال.

أي أن ما حصل كان اختراقاً تقنياً تمكنت فيه إسرائيل من الوصول لتواجد حكومة المليشيا وقياداتها، ولم يكن باختراق بشري داخل صفوف المليشيا.

لكن هذا لا يعني التقليل أو الاستخفاف بالغارات، بل على العكس، هذا يجعل منها نقطة فارقة وصدمة حقيقية بالنسبة للمليشيا الحوثية، لأن إسرائيل تعتبر في بداية المواجهة مع المليشيا، حتى إنها أسميت عملية الغارات بـ"قطرة حظ"، وأنشأت وحدة استخبارية خاصة بالحوثيين عقب توقف الحرب الإسرائيلية ضد إيران، أي قبل أقل من شهرين فقط.

فإذا كانت هذه البداية، فكيف سيكون الأمر خلال الأشهر القادمة؟

من صفحة الكاتب على الفيسبوك