بسام الإرياني

بسام الإرياني

تابعنى على

لن تستطيع عصابة الحوثي حجب ضوء ثورة 26 سبتمبر

منذ ساعتان و 49 دقيقة

في كل عام يشرق 26 سبتمبر على اليمن ليس مجرد يوم على التقويم بل يوم انبعاث الحرية والأمل في وجه الظلم والجوع والخوف والمرض، الذي كان ينتشر بين الناس تحت حكم جدهم الإمام سيء الذكر هذا اليوم يشكل حجر الزاوية في ذاكرة اليمنيين، حيث انتفض الشعب بكل أطيافه ضد الظلم المستشري، رافضاً الفقر المدقع والسيطرة الاستبدادية مؤكداً أن اليمن قادر على النهوض وبناء دولة تحمي مواطنيها وتضمن حقوقهم، لكن في عام 2014، وبينما كانت اليمن تستعد للاحتفال بذكراها السنوية، قام الحوثيون باجتياح صنعاء وبانقلابهم الأسود على الدولة اليمنية، في نفس الأسبوع الذي يحتفل فيه الشعب بذكرى الثورة المجيدة، محاولةً منه سرقة التاريخ وإخفاء إرث 26 سبتمبر عن أعين اليمنيين، وخصوصاً الجيل الصاعد تحت سن العشرين الذي يريدون ترويضه لقبول مشروعهم العنصري والسلالي والطائفي الخبيث.

عصابة الحوثي حاولت منذ اللحظة الأولى أن تصنع من الانقلاب لوحة مزيفة مليئة بالأكاذيب والاحتفالات المزيفة لتوهم الشعب بأن السيطرة بالقوة والدين المزيف والقتل هي طريق التحرير، لكن الحقيقة أكثر إشراقاً من أي دعاية؛ فثورة 26 سبتمبر لم تكن يوماً لمجرد احتجاج عابر بل كانت صرخة ضد الظلم، وقولاً صريحاً للشعب بأن الأرض ملك له، وأن الحرية والكرامة لا تُباع أو تُقهر اليوم، وأن كل محاولة لتزييف هذا اليوم وفصل للجيل الجديد عن تاريخه الوطني هي مواجهة مباشرة مع إرادة اليمنيين في الحرية والدولة الوطنية؛ وبالنظر إلى الوقائع يكشف حجم جرائم هذه العصابة المارقة: الانقلاب الحوثي دمر المؤسسات، وحاصر المدن، وفجر المنازل، وهجر الأهالي، واستغل المناسبات الدينية لتحريك الجماهير في مشاريعهم الطائفية، كل ذلك لم يكن فقط حرباً على الدولة بل حرباً على الذاكرة اليمنية نفسها، فهم يدركون أن كل شاب تحت سن العشرين إذا فُقد منه الشعور بتاريخ بلاده سيكون أكثر قابلية لقبول مشروعهم القمعي، لهذا يركز الحوثي على التلاعب بالتعليم والإعلام محاولاً طمس كل ذكرى حقيقية للثورة واستبدالها بسردية كاذبة عن "الانتصارات" و"الثورة الحوثية".

لكن التاريخ لا يمكن أن يُمحى فاليمنيون الذين عاشوا ثورة 26 سبتمبر وشاهدوا انتفاضتهم ضد الظلم يعرفون أن الضوء الذي أضاءته الثورة أقوى من أي دعاية أو انقلاب، وكل شارع وكل بيت وقرية ومدينة في اليمن، يحمل آثار المقاومة الشعبية للظلم والاستبداد، وهؤلاء اليمنيون يعلمون أن الانقلابيين مجرد عصابة مبنية على العنف والطائفية، وأن كل محاولة لحجب التاريخ لن تنجح أمام وعي الشعب وإرادته؛ وبالتالي الشعب اليمني اليوم مطالب بحماية هذا الإرث، ليس فقط بالذكرى بل بالوعي والتعليم، وبنقل الحقيقة للجيل الصاعد، فكل دم سُفك وكل حي تهدم وكل طفل فقد أبويه بسبب الانقلاب، هي تذكير بأن الحرية لا تُهزم وأن الثورة ضد الظلم ليست مجرد يوم على التقويم بل إرادة حية تستمر في كل بيت يمني، العصابة الحوثية قد تحاول طمس التاريخ وقد تصنع أزمات ومؤامرات لإخافة الجيل الصاعد لكنها لن تستطيع حجب ضوء 26 سبتمبر، ولا إسكات الحقائق التي يعرفها كل يمني: أن الحرية والكرامة والانتصار على الظلم هي إرث لا يُباع ولا يُقهر؛ ولن تستطيع عصابة الحوثي أن تمحو ضوء الثورة من ذاكرة الشعب، ولن تنجح في جعل اليمنيين يقبلون مشروعها القمعي، وكل احتفال مزيف وكل مادة إعلامية مزورة، وكل محاولة لإعادة كتابة التاريخ تصطدم بوعي الأجيال ومقاومة الشعب ف 26 سبتمبر ستظل شعلة حية تضيء لكل يمني الطريق نحو الحرية، والدولة الوطنية، والمستقبل الذي لا مكان فيه لعصابة الانقلاب والطائفية.