عبدالحليم صبر

عبدالحليم صبر

تابعنى على

رشاد العليمي.. حضور سياسي وغياب عدالة

منذ ساعتان و 23 دقيقة

ضغط رئيس مجلس القيادة على والد الشهيدة أفتهان المشهري لدفن جثمان ابنته، كان اختباراً مبكراً لأين يقف الرجل من دماء الناس. وقد نجح في الضغط، لكنه فشل في أن يكون مسؤولاً عن دماء الناس، فشل في أن يكون رئيساً عادلاً في قضايا الشعب، وفشل في أول اختبار حقيقي لثقته بالناس وثقتهم به.  

لم يكن مسؤولاً أمام صوت الشارع، ولم يقف حيث كان ينبغي أن يقف: في صف المظلومين والموجوعين..

لو وُجه هذا الضغط نحو مربع الجريمة، نحو من أمر ومن نفذ ومن تستر، لربما استعاد شيئاً من هيبة الرئاسة ومشروع الدولة، لكنه آثر الصمت، وترك تعز تتألم وحدها.

تماهي الدكتور رشاد العليمي مع ما يجري في تعز لا يليق برجل في موقعه، بل يقدمه كأقل من المسؤولية، وكمن لا يدرك حجم التحدي الأخلاقي والسياسي الذي تمثله هذه الجريمة.

ولا بد أن يكون لتعز صوت أقوى من التماهي والحيادية، وموقف أرفع من الخذلان.  

تعز لا تنتظر قرارات داخلية  عبر المكاتب المغلقة، ولا شوارع بأسماء الضحايا، بينما تحكمها سواطير الموت، تعز بحاجة إلى حضور الدولة، بكل مؤسساتها وسلطتها وهيبتها وعدالتها.

بحاجة إلى عدالة تفكك فيها مربعات الموت، عدالة تعيد تعريف الأمن، وتكسر احتكار السلاح خارج القانون، عدالة تنتصر للشهيدة أفتهان، ولكل الضحايا الذين ضاعوا بين التجاهل والخذلان.

ترك تعز تواجه قضاياها وحيدة، دون دعم سياسي أو قرارات سيادية من المجلس، هو خذلان يتكرر، ولن يكون بلا كلفة.

من صفحة الكاتب على الفيسبوك