عميل للموساد.. تهمة حوثية جاهزة لتبرير اختطاف المناهضين لفسادهم
السياسية - Tuesday 08 July 2025 الساعة 09:31 pm
"عميل للموساد الإسرائيل" شماعة جديدة تسوقها ميليشيا الحوثي الإيرانية لتبرير حملات الاعتقالات والمداهمات التي تنفذها في عدة محافظات يمنية خاضعة لسيطرتهم. في تأكيد على أن هذه الميليشيات مستمرة في حملات القمع والتنكيل التي تمارسها في سبيل إسكات إية أصوات معارضة أو مناهضة لحكمها.
وأكدت مصادر حقوقية وشهود عيان أن ميليشيا الحوثي تستغل سيطرتها على السلطة التنفيذية والقضائية لتوجيه الاتهامات الباطلة ضد المناهضين لها، وأخر التهم التي تسوق لها هذه الجماعة تهمة "العمالة للموساد" وهي شماعة تستغلها القيادات الحوثية لتبرير حملات الاختطافات والاعتقالات التي تطال نشطاء ومواطنين يعبرون عن استيائهم من تدهور الأوضاع الاقتصادية وتفاقم سياسات القمع والتجويع التي تمارسها الجماعة بحق السكان.
واعتقلت ميليشيا الحوثي الناشط عبد الرحمن الخزان، وهو قيادي سابق في جهاز الأمن الوقائي التابع للجماعة، على خلفية انتقاداته العلنية لبعض قيادات الحوثيين وتهديده بكشف ملفات فساد "لا أخلاقية"، وفق تعبيره.
وأكد ناشطون، بينهم علي أحمد المراني –المحسوب على الجماعة– أن الخزان محتجز في أحد سجون المخابرات بصنعاء دون أن يُسمح لعائلته بالتواصل معه أو معرفة مكان احتجازه.
وتأتي هذه الحادثة لتؤكد أن آلة القمع الحوثية لا تستثني حتى المحسوبين عليها في حال تجاوزوا الخطوط الحمراء التي ترسمها قيادة الجماعة، خصوصًا فيما يتعلق بكشف ملفات الفساد أو التراخي في تنفيذ التوجيهات السياسية.
وفي محافظة الحديدة، شنّت ميليشيا الحوثي حملة مداهمات واسعة على سكان عزلة "القِمّة" بمديرية جبل راس، بقيادة القيادي الحوثي المدعو "أبو رياض" (عبدالله محمد عبدالعزيز)، وهو قائد الكتيبة الرابعة في "اللواء التاسع حماة الساحل".
ووفقًا لمصادر محلية، مارست الحملة انتهاكات جسيمة بحق المواطنين، شملت الضرب والاعتقالات القسرية، بهدف إجبارهم على الالتحاق بجبهات القتال. وتم توجيه تهم "التخابر مع الموساد والإسرائيليين" لكل من رفض الامتثال لتوجيهات الجماعة أو رفض إرسال أبنائه للجبهات، في أسلوب وصفه الأهالي بأنه "ابتزاز أمني فجّ لتغطية عجز الميليشيا عن تجنيد مقاتلين جدد".
وفي محافظة إب، صعّدت ميليشيا الحوثي حملاتها الأمنية بشكل غير مسبوق، حيث اختطفت أكثر من 40 شخصًا خلال الأيام الماضية، بينهم أكاديميون، محامون، تربويون ونشطاء من مديريات متفرقة، واقتادتهم إلى سجون سرية للتحقيق معهم بتهم كيدية تتعلق بالتخابر أو انتقاد سلطة الأمر الواقع.
وأدان فرع المكتب السياسي للمقاومة الوطنية في إب هذه الحملة القمعية، واصفًا إياها بأنها "تندرج ضمن الانتهاكات الممنهجة والمستمرة"، مؤكدًا في بيان له أن "هذه الجرائم لن تسقط بالتقادم"، وداعيًا المجتمع الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة إلى اتخاذ مواقف أكثر حزمًا، والضغط للإفراج عن كافة المختطفين ومحاسبة المتورطين في هذه الانتهاكات.
وفي محافظة ريمة، تواصل ميليشيا الحوثي اختطاف أفراد من أسرة الشيخ صالح حنتوس، الذي تم اغتياله قبل أيام في حملة عسكرية واسعة استهدفت منزله. وبحسب المصادر، تحتجز الجماعة نحو عشرة من أفراد أسرته، بينهم أبناؤه، في سجون يديرها القيادي الحوثي فارس الحباري المعيّن محافظًا للمحافظة من قبل الجماعة.
وتتهم أسرة الشيخ حنتوس الحوثيين باستخدام أبنائهم كورقة ضغط لإرهاب الآخرين، ومنع أي محاولة لمساءلة أو انتقاد ما حدث. وعبّر مقربون من العائلة عن استنكارهم لاستمرار احتجاز أفراد الأسرة رغم مرور أيام على الجريمة، التي أثارت غضبًا واسعًا في أوساط اليمنيين، خصوصًا في محافظة ريمة.