الهروب من ضربات "الحظ".. تحدٍ يُربك ذراع إيران في اليمن
السياسية - منذ 10 ساعات و 41 دقيقة
مع مرور الأسبوع الأول، لا تزال مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران تعيش صدمة الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت حكومتها وقياداتها في صنعاء، الخميس الماضي.
وشكلت الهجمات حدثًا فارقًا لدى المليشيا خلال السنوات الأخيرة من حيث مستوى الخسائر في صفوف قياداتها ومسؤوليها التي تلقتها في ضربة واحدة. ويتضاعف الأمر مع الغموض الذي لا يزال محيطًا بالصورة الكاملة لهذه الهجمات.
فلا تزال المليشيا تفرض تكتّمًا على تفاصيل الغارات التي استهدفت عددًا من المواقع في صنعاء، من بينها غارات مكثفة استهدفت منزلًا في حي حدة كان يضم اجتماعًا لحكومة المليشيا. بل إنها تفرض تكتّمًا حتى على استهداف حكومتها بعد مرور أسبوع على الحدث.
ففي حين أعلنت، الاثنين، تشييع جثامين رئيس حكومتها أحمد غالب الرهوي وتسعة وزراء، لم تفصح المليشيا عن مصير عدد من الوزراء، وخاصة من عناصرها العقائدية وعلى رأسهم محمد حسن المداني، نائب رئيس الحكومة وزير الإدارة المحلية، وحسن الصعدي، وزير التربية والتعليم.
هذا الغموض يترافق مع بدء تكشّف حقائق جديدة حول الغارات الإسرائيلية؛ حيث جرى الكشف أن الغارات استهدفت ثلاث مبانٍ (فلل) متجاورة في حي حدة بصنعاء، إحداها كانت تضم اجتماعًا لحكومة المليشيا، بحسب الصحفي اليمني فارس الحميري.
وأوضح الحميري، في تغريدة له على منصة "إكس"، أن الغارات الإسرائيلية استهدفت مبنى مجاورًا كان يُعقد فيه لقاء ضم قيادات من الجماعة، منها أمنية وعسكرية، ونحو 45 عنصرًا يطلق عليهم الحوثيون اسم "الأمنيين"، سقطوا جميعًا بين قتيل وجريح.
لافتًا إلى أن هؤلاء "الأمنيين" هم نخبة من شباب المليشيا الحوثية، وكانت تحظى برعاية خاصة وإشراف مباشر من مكتب زعيم المليشيا. جرى تأهيلها لشغل مواقع قيادية في هيكل المليشيا، وكذلك في مؤسسات مدنية وعسكرية وأمنية.
الحميري أشار، نقلًا عن مصادره، إلى أن المبنى الثالث المستهدف بالغارات، والمعروف باسم (فلة الصعدي)، لا تزال المعلومات حوله وحول المستهدفين غامضة حتى الآن.
في حين رجّح متابعون أن يكون المبنى الأخير المستهدف بالغارات يضم قيادات عسكرية بارزة بالمليشيا؛ إذ كان الجيش الإسرائيلي قد سبق وأعلن استهداف اجتماع لقيادات عسكرية بالمليشيا عقب تنفيذه للغارات.
وأشارت وسائل إعلام عبرية حينها إلى أن من بين القيادات العسكرية المستهدفة وزير الدفاع بحكومة المليشيا محمد ناصر العاطفي، والقيادي محمد عبدالكريم الغماري، رئيس أركان المليشيا. ولا يزال الغموض حول مصيرهما مستمرًا، رغم محاولة المليشيا إنكار استهدافهما بنشر تصريحات منسوبة لهما، إلا أن ذلك لم يبدد الشكوك.
هذه المعلومات وهذا الغموض يُرسمان صورة مختلفة عن طبيعة الهجمات الإسرائيلية ضد مليشيا الحوثي في صنعاء الخميس الماضي، تجعل منها خرقًا استخباريًا كبيرًا، وليست مجرد "ضربة حظ" بحسب توصيف القيادي في المليشيا مهدي المشاط.
وفي هذا السياق، كان لافتًا ما نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية حول تفاصيل الضربات الإسرائيلية، وقالت إنها نُفذت بعد ساعات فقط من حصول الاستخبارات الإسرائيلية على معلومات عن اجتماع وشيك لوزراء جماعة الحوثي.
وأفاد التقرير أن ضباطًا في الاستخبارات الإسرائيلية التقطوا إشارات تفيد بأن وزراء في حكومة الحوثيين يخططون لعقد اجتماع لمتابعة خطاب لزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، فتم على الفور إرسال الطائرات الحربية التي قصفت قاعة المؤتمرات التي تجمعوا فيها.
تفاصيل الهجوم نقلتها الصحيفة عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين أكدوا أن الهجمات تعكس موقفًا إسرائيليًا متشددًا، وتريد إرسال رسالة لأعدائها بأنها تستطيع الرد ضد أي تهديد محتمل. كما أنها تعكس مبدأ جديدًا يُعرف بالاختصار الإنكليزي FAFO، وهو اختصار لعبارة "جرّب واكتشف".
وكشف التقرير أنه عقب توقف الحرب الإسرائيلية ضد إيران، والتي استمرت 12 يومًا، قررت إسرائيل إنشاء وحدة خاصة بالحوثيين، حسب مسؤول إسرائيلي. وتضم الوحدة الجديدة 200 ضابط وجندي.
وذكر التقرير أن القيادة الحوثية ظلت، وعلى مدى عدة أشهر، تتحايل على القدرات الاستخباراتية الإسرائيلية، عبر إغلاق أجهزة الهواتف النقالة، والتواصل وجهًا لوجه، وتجنب استخدام منصات التواصل الاجتماعي، وتغيير المواقع أحيانًا كل ليلة.