خيانة للرجولة والقبيلة.. نساء عمران يواجهن إرهاب الحوثي

السياسية - Tuesday 09 September 2025 الساعة 08:40 pm
عمران، نيوزيمن، خاص:

لم يكن نزاع نساء قرية بيت الفقيه في مديرية بني صريم بمحافظة عمران سوى محاولة يائسة لحماية مصدر حياتهن الوحيد – بئر ماء أنشأنه بعرق جبينهن وبيع حليّهن ومجوهراتهن – قبل أن يتحول إلى فاجعة إنسانية حين اقتحمتهن بنادق مسلحي الحوثي، مطلقة الرصاص على أجسادهن وأحلامهن معاً.

مقطع فيديو يوثق لحظة الاعتداء الوحشي انتشر كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، مثيراً موجة غضب عارمة في أوساط اليمنيين، خصوصاً أبناء قبيلة بني صريم، الذين سارع مشايخهم ووجهاؤهم إلى الدعوة لاجتماع عاجل لمناقشة ما وصفوه بـ"الانتهاك السافر لكل قيم القبيلة والدين والإنسانية".

مصادر محلية أوضحت أن الحادثة اندلعت عندما حاولت مجموعة من النساء التصدي لمشروع حفر بئر ارتوازية جديدة بجوار بئر قديمة يمتلكنها، قبل أن يتدخل القيادي الحوثي المعيَّن نائباً لمدير أمن المديرية، المدعو "أبو عبدالله"، على رأس مجموعة مسلحين أطلقوا النار واعتدوا بالضرب على النساء.

وتشير المعلومات إلى أن البئر القديمة، التي جفّت بفعل الحفر الجديد، كانت قد أُنشئت قبل سنوات بتكلفة قاربت 30 مليون ريال يمني، دفعتها نساء القرية من خلال بيع مجوهراتهن لتأمين مياه الشرب ومصدر دخل بسيط لأسرهن. لكن مشروع البئر الجديد تقف خلفه شخصية نافذة موالية للجماعة، دفعت مبالغ مالية لعناصر الحوثيين لتأمين أعمال الحفر بالقوة.

الحادثة أثارت ردود أفعال غاضبة على نطاق واسع، الناشط فؤاد حسين ناصر القارني وصف الاعتداء بأنه "جريمة نكراء وعيب أسود يضاف إلى سجل الميليشيا المليء بالجرائم بحق اليمنيين". أما عبدالله صوفان فاعتبر أن "الاعتداء على النساء خيانة للمروءة والرجولة والقبيلة"، موجهاً انتقادات لاذعة لمشايخ عمران الذين التزموا الصمت، وقال: "العار إذا لصق بكم اليوم سيظل فيكم ويتوارثه أولادكم وأحفادكم.. ولن يُغسل إلا بدم المعتدي".

بدوره، قال مبروك المسمري: "التعامل مع النساء بهذه الطريقة سلوك همجي ونذالة، من العار أن تطلق النار على امرأة أعزل. النساء يطالبن بإنصافهن وتعويض خسارتهن، بينما الميليشيا تحمي المعتدي وتضرب الضحايا"، مؤكداً أن ما حدث "يختصر قلة الذوق والرجولة عند الحوثيين".

الحادثة لم تكن مجرد نزاع على بئر، بل تحولت إلى رمز لتغوّل الميليشيا على حياة المدنيين، خصوصاً الفئات الأضعف من نساء وأطفال. مراقبون أكدوا أن هذه الانتهاكات المتكررة "تنسف ما تبقى من قيم اجتماعية وقبلية في مناطق سيطرة الحوثيين، وتكشف حجم الانفلات الذي تمارسه الجماعة عبر سطوة السلاح على حساب القانون والعرف".

وفيما ينتظر أبناء عمران تحركاً عملياً يضع حداً لهذه الانتهاكات، تظل دموع النساء اللواتي بُرن مجوهراتهن ليشترين حياةً من الماء شاهداً على واحدة من أبشع صور الاستقواء بالسلطة والسلاح على المستضعفين.