انقطاع الكهرباء يشل مستشفيات صنعاء والحوثيون ينشغلون بقمع احتفالات سبتمبر
السياسية - Monday 15 September 2025 الساعة 11:00 am
رغم أن غارة جوية إسرائيلية استهدفت محطة حزيز جنوب صنعاء وأدت إلى شلّ منظومة الكهرباء الرئيسية، ما انعكس بشكل كارثي على الخدمات الحيوية وفي مقدمتها القطاع الصحي، إلا أن ميليشيا الحوثي الإيرانية لم تحرك ساكنًا لإعادة الخدمة، واكتفت أجهزتها الإعلامية بتوثيق الضربة وخسائرها. بل على العكس، توسعت تحركاتها لمواجهة أي مظاهر لاحتفالات اليمنيين بثورة السادس والعشرين من سبتمبر، في مشهد يفضح أولويات الجماعة التي تقدّم قمع الحريات على إنقاذ أرواح المواطنين وتخفيف معاناتهم.
انقطاع الكهرباء المستمر منذ نحو أسبوع عن المستشفيات الحكومية في صنعاء أدخل القطاع الصحي في حالة شلل شبه تام، حيث أكدت مصادر طبية أن ثلاجة الموتى في مستشفى الكويت الجامعي صارت مصدرًا للروائح الكريهة بعد تعطلها لساعات طويلة نتيجة الانقطاعات، مع تكدس عشرات الجثث بداخلها.
وأوضحت المصادر أن المستشفى يعتمد على تيار حكومي ضعيف، فيما فشلت المولدات الاحتياطية بسبب تقادمها وتعطل اثنين منها، بينما بقي مولد وحيد لا يغطي سوى جزء محدود من الاحتياجات. وأضافت المصادر أن المستشفى يفتقر لمخزون كافٍ من الوقود لتشغيل المولدات، حيث لم تصل الكمية الأسبوعية المخصصة له من الديزل بسبب استهداف محطة التوزيع بالقصف، فيما تجاهلت وزارة الصحة وشركة النفط نداءات المستشفى العاجلة لتوفير الوقود، بخلاف ما تقدمه للمستشفيات الخاصة.
وأشار مختصون في الأشعة والمختبرات إلى أن انقطاع الكهرباء أوقف أقسامًا حيوية بالكامل، إذ تعطلت أجهزة الأشعة وتعرضت محاليل وأمصال للتلف لعدم توفر التبريد المستمر، وسط مخاوف من تعفن الجثث وتزايد الأعطال بالأجهزة الحساسة.
بالتوازي مع أزمة الكهرباء، واجهت صنعاء فضيحة إنسانية أخرى بعد تأخر السلطات الحوثية في إنقاذ ضحايا غارات إسرائيلية استهدفت مبنى "التوجيه المعنوي". فبدل إعلان حالة طوارئ وتكثيف عمليات البحث عن ناجين، لجأت الجماعة إلى فرض قيود مشددة على التصوير ونشر التحذيرات والوعيد، خشية فضح خسائرها.
القاضي عبدالوهاب قطران شن هجومًا عنيفًا على سلطات صنعاء، محمّلًا إياها المسؤولية الدستورية والقانونية والجنائية والأخلاقية عن هذا التقصير، وقال: "أربعة أيام مرّت وما يزال البحث عن العالقين تحت الأنقاض يتم بوسائل بدائية، وهذا يُعد جريمة مكتملة الأركان". وطالب قطران بسرعة إنقاذ الضحايا وتوفير العلاج والأكسجين وفتح تحقيق مستقل، مشددًا على ضرورة صرف تعويضات عاجلة لأسر الضحايا ودعم الناجين نفسيًا واجتماعيًا.
وفي الوقت الذي تغرق فيه صنعاء في الأزمات الإنسانية، أظهرت ميليشيا الحوثي حرصًا استثنائيًا على مواجهة أي بوادر للاحتفال بثورة 26 سبتمبر، التي أطاحت بحكم أسلافها الإماميين عام 1962. وقالت مصادر مطلعة إن الجماعة وجهت أجهزتها الأمنية إلى تشديد الرقابة على مواقع التواصل الاجتماعي لرصد أي دعوات للاحتفال، والتجسس على المستخدمين، وملاحقة أي نشاط أو إشارة تتعلق بالمناسبة.
كما شملت التوجيهات مراقبة الأسواق ومحلات الخياطة والزينات لمنع بيع الأعلام اليمنية بكميات كبيرة، وإلزام المدارس بالتجسس على الطلاب وتحذيرهم من تنظيم أي فعاليات دون الرجوع للإدارات. وتؤكد المصادر أن الجماعة تعتبر ذكرى سبتمبر تهديدًا وجوديًا لمشروعها الطائفي، وتسعى بكل الوسائل إلى طمسها من الذاكرة الجمعية لليمنيين.