قمة الدوحة الطارئة تختتم أعمالها دون قرارات حاسمة

العالم - Monday 15 September 2025 الساعة 10:10 pm
الدوحة، نيوزيمن:

اختتمت، الاثنين، القمة العربية – الإسلامية الطارئة التي عقدت بالعاصمة القطرية الدوحة، بتأكيد التضامن الكامل مع دولة قطر وإدانة الهجوم الإسرائيلي الأخير على أراضيها، دون التوصل إلى أية قرارات ملموسة أو خطوات عملية للرد على الاعتداء، في موقف يعكس الانقسام بين المطالب السياسية والإجراءات التنفيذية بين الدول المشاركة.

وجاء في البيان الختامي أن القادة العرب والمسلمين أعربوا عن استنكارهم الشديد للهجوم الإسرائيلي، واعتبروا أن هذا الاعتداء يمثل انتهاكًا صارخًا لسيادة دولة عربية عضو في الأمم المتحدة، ويهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي. وأكدوا تضامنهم مع قطر في كل ما تتخذه من خطوات وتدابير لحماية أمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها، وللتصدي للعدوان الإسرائيلي الغادر.

وشدد البيان على أن هذا الهجوم على العاصمة القطرية، الذي وقع الأسبوع الماضي واستهدف مقرات مخصصة لاستضافة الوفود التفاوضية ضمن جهود الوساطة الإقليمية لوقف الحرب على غزة وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، يمثل اعتداءً صارخًا على جهود السلام الدولية، ويقوض العمليات الدبلوماسية التي تقوم بها قطر كوسيط محايد في المنطقة.

ورغم هذه الإدانة الواضحة، لم تتضمن القمة أي إجراءات ملموسة مثل نحو قطع العلاقات الدبلوماسية أو الاقتصادية مع إسرائيل، أو فرض عقوبات، أو خطوات عملية لمساءلة الحكومة الإسرائيلية عن انتهاكاتها المستمرة للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية. وقد اكتفت الدول المشاركة بالتعبير عن التضامن السياسي والدعم الأخلاقي للدوحة، وتوجيه دعو خجولة لمراجعة العلاقات السياسية والاقتصادية مع إسرائيل وهو ما أثار تساؤلات حول جدية الموقف العملي للقادة العرب والمسلمين تجاه التهديدات الإسرائيلية المتكررة.

وأكد القادة أن السلام العادل والشامل لن يتحقق بتجاوز القضية الفلسطينية أو من خلال العنف واستهداف الوسطاء، داعين المجتمع الدولي، ولا سيما مجلس الأمن، إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ووضع جدول زمني ملزم لذلك. كما نوهوا بالجهود التي تبذلها قطر، بالتعاون مع مصر والولايات المتحدة، في وساطة وقف العدوان على غزة، مؤكدين أهمية دعم هذه الوساطات الدولية لإنقاذ المدنيين وإنهاء المعاناة الإنسانية.

واستعرض البيان كذلك التهديدات الإسرائيلية المتكررة ضد قطر والدول العربية والإسلامية الأخرى، محذرًا من أن استمرار هذه الممارسات يشكل تصعيدًا خطيرًا يهدد السلم والأمن الدوليين، وداعيًا المجتمع الدولي إلى اتخاذ الإجراءات الرادعة لمنع أي اعتداءات مستقبلية.

وفيما رحب القادة بإصدار مجلس جامعة الدول العربية "الرؤية المشتركة للأمن والتعاون في المنطقة" واعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة "إعلان نيويورك" لتنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، إلا أن القمة انتهت دون أي خطوات عملية لتفعيل هذه القرارات أو مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية على الأرض بشكل مباشر.

ويأتي هذا الاجتماع الطارئ بعد الهجوم الإسرائيلي على قطر، الذي استهدف مقرات مخصصة لاستضافة الوفود التفاوضية في جهود الوساطة، وأسفر عن سقوط شهداء بينهم مواطن قطري وإصابة عدد من المدنيين، في حادثة اعتبرت انتهاكًا صارخًا للسيادة القطرية وتهديدًا للأمن الإقليمي.

وطالبت القمة المجتمع الدولي بالمشاركة الفاعلة في إعادة إعمار غزة، ودعم خطة الإعمار العربية-الإسلامية بشقيها السياسي والفني، وذلك فور التوصل إلى وقف لإطلاق النار. 

وأكد البيان الختامي أن المجتمع الدولي يجب أن يتحرك بشكل عاجل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، بما في ذلك الحصار والتجويع والاعتداءات على دول المنطقة، ووضع حد لسياسة الإفلات من العقاب التي تتبعها إسرائيل.