حملة ممنهجة لإخضاع الفكر الديني.. الحوثيون يصعّدون ملاحقة السلفيين في صنعاء وذمار
السياسية - منذ 10 ساعات و 27 دقيقة
تصاعدت في الأيام الأخيرة حملة المداهمات والاقتحامات التي تنفذها ميليشيا الحوثي ضد رجال الدين والمراكز السلفية في مناطق سيطرتها، في خطوة تُعدّ جزءًا من مساعٍ حثيثة لفرض نموذج ديني طائفي يتماشى مع أيديولوجيتها الإيرانية، وسط تحذيرات من تفجّر صراع مذهبي يهدد النسيج الاجتماعي في اليمن.
ففي صنعاء، اقتحمت ميليشيا الحوثي منازل عدد من السلفيين في حي سعوان، بعد يوم واحد فقط من قيامها بطرد طلاب مسجد السنة في الحي ذاته، ضمن حملة متواصلة لإخضاع الخطاب الديني وتوحيده تحت إشراف ما يسمى بـ"الهيئة العامة للأوقاف" التابعة للجماعة.
ووفق مصادر حقوقية، فإن عناصر حوثية مدعومة بوحدات نسائية تُعرف بـ"الزينبيات"، داهمت المنازل وصادرت هواتف وأجهزة إلكترونية، واعتدت على بعض السكان أثناء تفتيش المنازل، في انتهاك واضح لحرمة المساكن وحرية المعتقد.
وزير الأوقاف والإرشاد في الحكومة الشرعية، محمد عيضة شبيبة، وصف ما يجري بأنه "ترجمة عملية لعقيدة الميليشيا الطائفية"، مؤكداً أن الحوثيين "يواصلون حربهم على الاعتدال والتنوع الفكري داخل المجتمع اليمني".
وفي محافظة ذمار، شهدت مديرية الحداء حادثة مشابهة، حيث اقتحم مسلحون حوثيون مركز السلفيين في منطقة زراجة واحتجزوا القائمين عليه. واعتبر مراقبون أن الحادثة تمثل حلقة جديدة في مسلسل التضييق على جماعة الشيخ محمد الإمام، التي كانت قد توصلت إلى اتفاق "تعايش وإخاء" مع الحوثيين في يونيو/حزيران 2014م، لكن الجماعة لم تلتزم ببنوده، بحسب تصريحات قياديين محليين.
مدير الإعلام في مديرية جهران، عبدالفتاح البنوس، انتقد في منشور على صفحته في "فيسبوك" ما وصفه بـ"الاستفزازات غير المبررة" من جانب الحوثيين، مشيراً إلى أن الاستحواذ بالقوة على المساجد والمراكز الدينية "لا يخدم سوى أعداء الوطن"، ومطالباً سلطات صنعاء بـ"تحرك عاجل" لوقف الانتهاكات وضمان حرية السلفيين في ممارسة شعائرهم الدعوية.
كما حذر البنوس من أن تجاهل هذه التطورات من قبل "السلطات المعنية" في ذمار، والتعامل مع شكاوى السلفيين بـ"برود"، قد يقود إلى تفجير الوضع داخلياً وجرّ المنطقة إلى فتنة طائفية يصعب احتواؤها لاحقاً.
ويرى مراقبون أن تصاعد الممارسات الحوثية ضد السلفيين يأتي ضمن استراتيجية أوسع لتأميم الحياة الدينية والتعليمية في مناطق سيطرتها، عبر إحلال أئمة ومرشدين موالين للجماعة في المساجد، وإغلاق المراكز العلمية غير الخاضعة لإشرافها. محذرين من أن استمرار هذا النهج سيعمّق الانقسام المذهبي والمناطقي في البلاد، ويقوّض فرص تحقيق مصالحة وطنية شاملة تقوم على التعددية واحترام حرية المعتقد.