الرئاسة اللبنانية تطالب الجيش بالتصدي لأي توغل إسرائيلي

العالم - Thursday 30 October 2025 الساعة 07:17 pm
بيروت، نيوزيمن:

وجه الرئيس اللبناني جوزيف عون، الخميس، تعليمات مباشرة إلى قائد الجيش العماد رودولف هيكل، بضرورة التصدي لأي توغل إسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية، بعد حادثة التوغل الذي نفذته قوة إسرائيلية في بلدة بليدا جنوبي البلاد وأسفر عن مقتل موظف بلدي أثناء نومه داخل مبنى البلدية.

وقالت الرئاسة اللبنانية في بيان رسمي إن الرئيس عون اطلع من قائد الجيش على تفاصيل الحادثة التي وقعت فجر الخميس، مشيرة إلى أن "الاعتداء يأتي في إطار سلسلة الممارسات العدوانية الإسرائيلية المتكررة ضد لبنان، والتي تمثل خرقًا واضحًا لسيادته وانتهاكًا لبنود اتفاق وقف الأعمال العدائية الموقع في نوفمبر الماضي".

ودعا عون لجنة مراقبة اتفاق وقف الأعمال العدائية (الميكانيزم) إلى "عدم الاكتفاء بتسجيل الخروقات، بل اتخاذ خطوات عملية للضغط على إسرائيل من أجل الالتزام الكامل ببنود الاتفاق، ووقف انتهاكاتها المستمرة للسيادة اللبنانية".

وأثار مقتل الموظف إبراهيم سلامة، الذي كان يبيت في غرفة داخل مبنى البلدية أثناء اقتحام القوات الإسرائيلية، موجة استنكار واسعة في الأوساط اللبنانية الرسمية والشعبية، وسط دعوات لموقف دولي حازم يضع حدًا للتصعيد المتكرر على الحدود الجنوبية.

من جهته، أدان رئيس مجلس الوزراء نواف سلام في منشور على منصة "إكس"، الاعتداء الإسرائيلي على بلدة بليدا، واصفًا ما جرى بأنه "استهداف مباشر لمؤسسات الدولة اللبنانية وسيادتها"، مؤكدًا أن الحكومة ستتابع القضية مع الجهات الدولية المختصة.

وأظهرت مقاطع فيديو متداولة آثار الرصاص داخل مبنى البلدية، فيما قالت وزارة الصحة اللبنانية إن "الموظف اللبناني استشهد برصاص أطلقه العدو الإسرائيلي خلال عملية التوغل"، التي استمرت نحو ساعتين داخل البلدة الواقعة على بعد كيلومتر واحد فقط من الحدود.

وتأتي الحادثة في وقتٍ تشهد فيه الحدود اللبنانية الإسرائيلية توترًا متصاعدًا منذ أسابيع، وسط غارات إسرائيلية متفرقة على الجنوب اللبناني رغم اتفاق وقف إطلاق النار الموقع أواخر نوفمبر الماضي، في حين تؤكد السلطات اللبنانية أن القوات الإسرائيلية لا تزال متوغلة في خمس نقاط داخل الأراضي اللبنانية.

وتزامن التوغل الإسرائيلي في بلدة بليدا مع تصعيد عسكري واسع في الأجواء اللبنانية، حيث رُصدت طائرات حربية إسرائيلية في سماء بيروت يوم الخميس، بالتزامن مع غارات عنيفة على مناطق الجرمق والمحمودية جنوبي البلاد، وفق ما أفادت به مصادر لبنانية.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه "هاجم بنى تحتية إرهابية وقاذفة ونفقًا في منطقة المحمودية"، زاعمًا أن هذه المواقع تتبع حزب الله، وأن "وجود هذه البنى التحتية في المنطقة يشكل انتهاكًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان".

ويواصل الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية وعملياته البرية المتقطعة في الأراضي اللبنانية، رغم وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه قبل نحو عام لإنهاء القتال مع حزب الله، فيما تقول إسرائيل إن هدفها منع الحزب من تعزيز وجوده العسكري في الجنوب، وهو ما ينفيه حزب الله بشدة، مؤكداً أن تحركاته دفاعية وردّ على الخروقات الإسرائيلية المستمرة.