الرئيس السوري في واشنطن لأول مرة منذ 79 عامًا
العالم - منذ ساعتان و 46 دقيقة
واشنطن، نيوزيمن:
وصل الرئيس السوري أحمد الشرع، مساء السبت، إلى العاصمة الأميركية واشنطن، في زيارة رسمية تُعد الأولى لرئيس سوري منذ ما يقارب ثمانية عقود، في خطوة وُصفت بأنها تحول تاريخي في العلاقات بين دمشق وواشنطن، بعد سنوات من القطيعة والعقوبات.
وقالت قناة الإخبارية السورية إن الشرع وصل قادمًا من البرازيل عقب مشاركته في قمة المناخ (COP30)، مضيفةً أنه سيجري، الاثنين، مباحثات رسمية مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض، تتصدرها ملفات رفع العقوبات الأميركية وإلغاء قانون قيصر، إلى جانب التعاون الأمني ومكافحة تنظيم داعش، وملف الاتفاق الأمني المرتقب مع إسرائيل.
وخلال لقائه منظمات سورية في واشنطن، دعا الشرع أبناء الجالية السورية إلى استثمار ما وصفها بـ"الفرصة النادرة" لإعادة إعمار البلاد، مؤكدًا أن "سوريا بحاجة إلى جهود أبنائها في الداخل والخارج لبنائها من جديد"، مشيرًا إلى أن العقوبات المفروضة على بلاده "في مراحلها الأخيرة"، وأن رفعها يمثل "خطوة نحو استعادة سوريا مكانتها الإقليمية والدولية".
وجاءت الزيارة بعد أيام من قرار مجلس الأمن الدولي رفع العقوبات عن الرئيس السوري ووزير الداخلية أنس خطاب، في مشروع قرار صاغته الولايات المتحدة وحظي بتأييد 14 دولة. واعتبر الشرع القرار "خطوة في الاتجاه الصحيح"، مشيدًا بالإجماع الدولي الذي تحقق "لأول مرة منذ سنوات طويلة بشأن ملف يتعلق بسوريا".
من جانبها، وصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين لافيت قرار استضافة الشرع في واشنطن بأنه "خطوة تاريخية"، مؤكدة أن إدارة ترمب أحرزت "تقدمًا ملموسًا" في مسار رفع العقوبات، وأن اللقاء المرتقب بين الزعيمين سيتناول مستقبل العلاقات الثنائية وقضايا الأمن الإقليمي.
وتتزامن الزيارة مع مؤشرات متزايدة على تحوّل في السياسة الأميركية تجاه دمشق، إذ أكد متحدث باسم الخارجية الأميركية أن الإدارة تدعم إلغاء "قانون قيصر" ضمن مشروع قانون تفويض الدفاع الوطني الجاري مناقشته في الكونغرس، في إطار رؤية جديدة تهدف إلى "منح سوريا فرصة حقيقية للسلام والتنمية".
كما يُنتظر أن يبحث الرئيس السوري خلال زيارته التي تستمر حتى 11 نوفمبر الجاري، ملفات التعاون في مكافحة الإرهاب وإعادة الاستقرار في المنطقة، إضافة إلى إمكانية انضمام سوريا إلى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، وفق ما نقلت مصادر أميركية لموقع "أكسيوس".
وتشكل هذه الزيارة، التي تأتي بعد نحو ثمانية وسبعين عامًا على آخر زيارة لرئيس سوري إلى واشنطن، منعطفًا سياسيًا بارزًا في مسار العلاقات بين البلدين، وسط توقعات بأن تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الانفتاح الدبلوماسي وإعادة صياغة الدور السوري في الشرق الأوسط.
>
