تكتم ثم اعتراف.. خسائر قيادية ثقيلة تهز منظومة الحوثيين العسكرية
السياسية - منذ ساعتان و دقيقة
صنعاء، نيوزيمن:
بعد نحو تسعة أشهر من التكتم، أقرت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران بمصرع عدد من أبرز قياداتها العسكرية في سلاحي الصواريخ والطيران المسيّر، في اعتراف متأخر بخسائر وُصفت بالموجعة، عقب غارات أمريكية دقيقة استهدفت مواقع تابعة للجماعة خلال شهر مارس الماضي.
وشمل الاعتراف مقتل قيادات رفيعة تتولى أدواراً محورية في منظومة الطيران المسيّر والقوة الصاروخية، من بينهم زكريا عبدالله يحيى حجر، الذي تنتحل الجماعة له رتبة لواء ويشغل منصب قائد قوة الطيران المسيّر، إلى جانب شقيقه أحمد مساعد حجر، إضافة إلى محمد خالد الحيفي، رئيس عمليات القوة الصاروخية، وحسين يحيى الهاشمي المسؤول التقني في وحدة الطيران المسيّر، وعبدالله يحيى حجر مساعد قائد الطيران المسيّر.
وتُعد هذه الأسماء من الصف الأول في البنية العسكرية للحوثيين، حيث تشير معلومات متطابقة إلى أن زكريا حجر كان من أبرز الخبراء في تطوير الصواريخ والطائرات المسيّرة، وشارك في برامج عسكرية بدعم مباشر من خبراء تابعين للحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس، كما تربطه صلة قرابة بعائلة زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن القيادات الحوثية المذكورة قُتلت في غارات جوية أمريكية عالية الدقة استهدفت مواقع محصّنة في شمال اليمن خلال مارس الماضي، إلا أن الجماعة آثرت إخفاء مصيرهم لفترة طويلة، في محاولة لتقليل أثر الضربة على تماسكها العسكري والمعنوي، خصوصاً في ظل الضربات المتلاحقة التي تعرضت لها قدراتها الصاروخية والجوية.
وخلال الساعات الماضية، تداول ناشطون موالون للجماعة إعلانات عن تشييع خمسة من القتلى، الخميس، في خطوة عُدّت تأكيداً عملياً على الاعتراف الرسمي بمصرعهم، وشملت القائمة زكريا حجر وشقيقه أحمد حجر، إضافة إلى عبدالله يحيى عبدالله حجر، ومحمد خالد الحيفي، وحسين يحيى الهاشمي.
وتشير المعلومات إلى أن زكريا حجر كان يتولى قيادة سلاح الطيران المسيّر في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي للحوثيين، بينما كان محمد الحيفي يشغل منصب قائد عمليات القوة النوعية في المحافظة ذاتها، في حين يُصنّف بقية القتلى ضمن القيادات الفنية والتقنية المتخصصة في تشغيل وإطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة.
وفي السياق العسكري، أفادت مصادر بأن القوات الأمريكية استخدمت في تلك الغارات ذخائر متطورة ذات قدرة تدميرية عالية، من بينها قنابل ارتجاجية مصممة لإحداث موجات صدمية قوية، قادرة على تدمير الأهداف داخل الأنفاق والخنادق الجبلية شديدة التحصين، دون الحاجة إلى اختراق مباشر.
وتُحدث هذه الذخائر تأثيراً قاتلاً عبر موجات ضغط واهتزازات عنيفة، تُلحق أضراراً جسيمة بالأفراد والمنشآت في محيط الانفجار.
ويرى مراقبون أن هذا الاعتراف المتأخر يأتي في إطار نهج اعتمدته ميليشيا الحوثي مراراً، يقوم على تأجيل الإعلان عن خسائرها القيادية، خشية الانعكاسات المعنوية والتنظيمية داخل صفوفها، خصوصاً مع تزايد الضربات التي تستهدف قيادات الصف الأول والثاني.
وتؤكد تقارير أمنية أن الجماعة فقدت خلال الأشهر الماضية عدداً أكبر من القيادات الميدانية والعسكرية مما تعترف به رسمياً، وسط حديث عن مفقودين لم يُعثر على أثر لهم عقب استهداف مواقعهم، بينهم خبراء عسكريون من جنسيات إيرانية ولبنانية وعراقية، كانوا يشاركون في دعم وتطوير القدرات العسكرية للحوثيين.
>
