عادل الهرش
مئذنة الشاذلي.. معلم روحي وتاريخي يستعيد بريقه في المخا
تُعد مئذنة جامع الشاذلي في قلب مدينة المخا القديمة على الساحل الغربي لليمن، علامةً دينيةً وتاريخيةً فارقة، تعكس روعة العمارة الإسلامية في تهامة واليمن عمومًا.
يُنسب هذا الجامع إلى أحد رموز التصوف الإسلامي، وهو الشيخ علي بن عمر الشاذلي، الذي بناه في القرن التاسع الهجري سنة 820 هجرية، حيث ظل مركزًا للعلم والدعوة، وملتقى للمصلين والمسافرين الوافدين من أنحاء اليمن وساحل البحر الأحمر.
تبرز مئذنة هذا الصرح الديني بطرازها المعماري الفريد الذي يجمع بين الزخارف اليمنية الإسلامية التقليدية وتفاصيل البناء الدقيقة، فتتناغم الأقواس والنقوش البيضاء بارتفاعٍ يقارب خمسةً وعشرين مترًا، لتشكل معلمًا بصريًا خلابًا على أفق المدينة.
وفي ظل رعاية واهتمام كريم من القائد طارق صالح، حفظه الله، فقد شهدت هذه المئذنة مؤخرًا أعمال ترميم وصيانة تحفظ تاريخها العريق وتفاصيلها الأصلية، لتظل رمزًا لهوية المخا وتراثها الحضاري، وتروي حكاية هذه المدينة التي اقترن اسمها عالميًا بتجارة البن اليمني، ولتبقى أيضًا محطة جذبٍ للزوار والمهتمين بالتراث الإسلامي، ومنارةً تضيء درب الأجيال وتعبّر عن جذورهم وهويتهم التاريخية.
من صفحة الكاتب على الفيسبوك
