نبيل الصوفي

نبيل الصوفي

تابعنى على

انكشاف المعسكرات السرية يهز ثقة الحوثيين في أجهزتهم الأمنية

Monday 27 October 2025 الساعة 04:04 pm

لم يكن الحوثي قد أعاد ترميم معسكراته السرية التي ضربتها أمريكا والتي لم يكن يعلم بها إلا قيادة الحوثي والجيش الأمريكي.

حتى داهمته الضربات الإسرائيلية والتي أصابته كالصاعقة، فهي أيضاً ضربت وفق معلومات لا تعلمها إلا قيادات الحوثي وأجهزة أمريكا وإسرائيل.

الحوثي اعتاد على حربه المدعومة إيرانياً ضد اليمنيين، وهي حروب كان ميدانها دائماً المناطق التي تحت سيطرة الشرعية.

وكان ذلك يمنحه تفوقاً مبدئياً، فهو يقاتل في اليمن خارج سيطرته، بعيداً عن بنيته اللوجستية، وكان هذا يخدم أطماعه بأنه يعد لدولة وحكومة وتغيير جذري وما إلى ذلك.

لكن في أول مواجهاته مع الخارج في مناطق سيطرته، انطبق عليه المثل "أسد عليَّ وفي الحروب نعامة"، حيث تصدعت كل ادعاءاته فقصفت معسكراته الخاصة وقتل رئيس جيشه الحقيقي محمد الغماري، وحوصرت موارده وانكشفت بنيته وصراعاتها.

واليوم مع تعيينه ليوسف المداني وإعادة نفوذه إلى صنعاء للمرة الأولى منذ الإعلان الدستوري الانقلابي في 2014، يتخلى الحوثي عن شعار "الدولة" ويعود إلى بنية "الجماعة".

وتتفجر صراعات أجهزته المخابراتية والسياسية، وكل جهاز يعتقل الموالين للجهاز الآخر.

ويبدأ "المداني" عهده بتهديد "الرزامي" وكل من يسميهم "الطامعين في مناصب إخوانهم"، وتطلق يد "علي حسين الحوثي" باعتبار أن "صراعات عبدالكريم الحوثي وعبدالحكيم الخيواني" وصراعات "مهدي المشاط ومحمد علي وأحمد حامد" ساهمت في اختراقات العدو.

يعيش الحوثي اليوم حالة فزع كبرى، ويرى "المداني" أن الحل، وساطة عمانية تضمن أدبهم لأمريكا وإسرائيل، مقابل فتح حرب صغيرة ضد اليمنيين يشغل بها جماعته ويعيد ترتيب تماسكها.

ولكنه غير واثق من قدرة الجماعة على الحرب، لذا يناقشون خيار حروب بديلة في مناطق الشرعية، تقوم بها جماعات إرهابية يتم تجميعها بلافتات مناطقية متضاربة.

وحتى يتأكدوا من قدرتهم سيستمرون في اعتقالات الداخل وتبديل القيادات، والتخلي أكثر وأكثر عن فكرة "الدولة" التي تبين لهم عجزهم عن إقامتها، فهم حتى اليوم عاجزون عن تشكيل حكومة مأمونة لهكذا ادعاء.