وزير النقل: غرق السفن يضع اليمن والمنطقة أمام أسوأ كوارث البيئة في التاريخ

السياسية - Sunday 13 July 2025 الساعة 08:30 pm
عدن، نيوزيمن:

ظلت البيئة البحرية اليمنية لعقود مصدر رزق واستقرار لعشرات آلاف الصيادين، واليوم أصبحت رهينة لسياسة التخريب الحوثية، التي لم تعد تقتصر على استهداف الملاحة، بل امتدت لتشمل جرائم بيئية ممنهجة ستكون لها تبعات مدمرة على الأجيال القادمة.

عجز المنظومة البيئية الوطنية عن التعامل مع التهديدات المتزايدة، دفع الحكومة اليمنية إلى إطلاق نداءات عاجلة للمجتمع الدولي بسرعة التدخل لمواجهة التسرب البحري الناتج عن غرق السفن المحملة بمواد خطيرة في مياه البحر الأحمر بسبب الإرهاب الحوثي، موضحة أن وقوع كارثة بيئية في المنطقة سيصعب احتواؤها في حال تأخرت جهود الإنقاذ.

اللجنة الوطنية العليا للتنسيق والمتابعة لخطة الطوارئ الوطنية لمواجهة التلوث البحري، عقدت اجتماعًا استثنائيًا، الأحد، بالعاصمة عدن، برئاسة وزير النقل عبدالسلام حُميد. وذلك لمناقشة التداعيات البيئية الخطيرة الناجمة عن استهداف ميليشيا الحوثي الإرهابية للسفينتين "ماجيك سيز" و"إنفنتي" في البحر الأحمر، والإجراءات اللازمة للحد من آثار الغرق الكارثي على البيئة البحرية.

وأكد وزير النقل اليمني، أن استمرار ميليشيا الحوثي في استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر، يضع اليمن والمنطقة بأسرها أمام واحدة من أسوأ الكوارث البيئية في التاريخ الحديث، خصوصًا بعد غرق سفينتين محملتين بمواد كيميائية شديدة الخطورة.

وأضاف أن السفينتين "ماجيك سيز" و"إنفنتي" التي غرقتا قبل أيام، إلى جانب سفينة "روبيمار" الغارقة سابقًا بات الخطر كبيرًا حيث أن السفن الغارقة كانت تنقل نحو 70 ألف طن من نترات الأمونيوم، ما يجعل من الحادثة تهديدًا وجوديًا للثروة البحرية في اليمن.

وقال الوزير عبدالسلام حُميد إن هذه السفن غرقت في نطاق المنطقة الاقتصادية الخاصة بالجمهورية اليمنية، وهو ما يعني أن التهديدات البيئية المباشرة ستطال شواطئ اليمن، كما ستتأثر الدول المشاطئة للبحر الأحمر نتيجة التلوث الكيميائي المحتمل، مشددًا على أن الشعب المرجانية، والمصائد السمكية، والنظام البيئي الهش في البحر الأحمر يواجه خطر الانهيار الكامل في ظل عجز داخلي وغياب التدخل الدولي الفاعل.

ودعا الوزير اليمني الدول الإقليمية، ومنظمات الأمم المتحدة، وعلى رأسها البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة (UNDP) والمنظمة الإقليمية لحماية البحر الأحمر وخليج عدن (PERSGA)، إلى تقديم الدعم الفني واللوجستي العاجل للحكومة اليمنية في جهودها لاحتواء التلوث، والقيام بعمليات تقييم بيئي ميداني، ووضع خطة تدخل عاجلة لمنع تسرب المواد الكيميائية أو انتشارها في البيئة البحرية.

ووجه وزير النقل حُميد الهيئة العامة للشؤون البحرية، بإنشاء غرفة عمليات بيئية متخصصة، وتعزيز التنسيق مع المركز الإقليمي لتبادل المعلومات والدول الأعضاء فيه، لمواجهة تداعيات الغرق، واتخاذ خطوات استباقية فنية لمواجهة أي تسرب محتمل من الحطام.