بيان أمريكي يرفع سقف الاعتراف.. المقاومة الوطنية شريك رئيسي في كسر تهريب إيران

السياسية - منذ 9 ساعات و 46 دقيقة
نيوزيمن، كتب/ معاذ ناجي المقطري:

البيان الصادر عن القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) بخصوص ضبط "الشركاء اليمنيين" لشحنة الأسلحة الإيرانية المُهرَّبة للحوثيين يوم أمس، لا يبدو مجرد تهنئة روتينية بهذا الإنجاز؛ بل هو رسالة واضحة ومتعددة الأبعاد حول ديناميكيات الصراع في اليمن وتداعياته الإقليمية.

ويكشف هذا البيان عن عدة نقاط محورية تستحق التدقيق:

1. إنجاز نوعي لـ"الشركاء اليمنيين"

وصف البيان قوات المقاومة الوطنية اليمنية (NRF) بقيادة طارق صالح بـ"الشركاء اليمنيين" في عنوانه، وهو ما يؤكد على العلاقة الاستراتيجية والتعاون الوثيق بين القيادة المركزية الأمريكية وهذه القوات، ويشير إلى دورها المحوري في الجهود الإقليمية لمكافحة تهريب الأسلحة وزعزعة الاستقرار، مما قد يعزز موقع قوات المقاومة الوطنية في المشهد السياسي والعسكري اليمني.

2. "الأكبر في تاريخهم"

تأكيد البيان على أن هذه العملية هي "أكبر عملية ضبط لأسلحة إيرانية تقليدية متطورة في تاريخهم" يُضفي ثقلًا خاصًا على الإنجاز، متجاوزًا حجم الشحنة إلى إبراز الكفاءة العملياتية لقوات المقاومة الوطنية، وقدرتها على استهداف شريان إمداد حيوي للحوثيين بفعالية غير مسبوقة. هذا التقييم من قبل سنتكوم يرفع من قيمة العملية ويضعها في سياق إنجاز استراتيجي مهم.

3. حجم ونوعية التهديد

تفاصيل الشحنة المصادرة صادمة؛ فهي تشمل أكثر من 750 طنًا من الذخائر والمعدات، بما في ذلك مئات الصواريخ المتقدمة (كروز، مضادة للسفن، مضادة للطائرات)، والرؤوس الحربية، ومحركات الطائرات المسيّرة، وأنظمة الدفاع الجوي والرادار.

>> عملية بحرية تاريخية تُسقط أسطورة "التصنيع الحوثي" وتُعرّي التواطؤ الإيراني في اليمن

لا يبدو الأمر مجرد تهريب أسلحة، بل هو محاولة لتزويد الحوثيين بترسانة متكاملة يمكنها تغيير موازين القوى بشكل كبير في الصراع، ليس فقط داخل اليمن، بل في الممرات الملاحية الحيوية في البحر الأحمر وخليج عدن. وهذا يؤكد على قدرة إيران على تزويد حلفائها بأسلحة معقدة وبكميات ضخمة.

4. الدليل الدامغ على التدخل الإيراني

يُقدِّم البيان أدلة لا تقبل الشك على تورط إيران المباشر، مثل وجود كتيبات باللغة الفارسية، والعديد من الأنظمة المصنَّعة من قبل شركة إيرانية تابعة لوزارة الدفاع وخاضعة للعقوبات الأمريكية.

وهذا تأكيد قاطع على أن إيران ليست مجرد داعم سياسي أو مالي، بل هي مورد رئيسي ومباشر للأسلحة التي تُستخدم لزعزعة استقرار المنطقة. ويُعزِّز ذلك الاتهامات المتكررة لإيران بانتهاك قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بحظر الأسلحة على الحوثيين.

5. الأبعاد الإقليمية والدولية

يشدد الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد سنتكوم، على أن إيران هي "الجهة الأكثر زعزعة للاستقرار في المنطقة"، وذلك من خلال الربط بين هذه الشحنات وأمن الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، على نحو يُظهر كيف ترى الإدارة الأمريكية هذه الأفعال تهديدًا عالميًا للتجارة والأمن البحري.

واعتبر أن الحد من هذا التدفق الإيراني "بالغ الأهمية" ليس فقط لليمن، بل لأمن المنطقة واستقرارها ككل.

من صفحة الكاتب على الفيسبوك