61 ألف حالة إصابة و160وفاة.. اليمن في المرتبة الثانية عالميًا بتفشي الكوليرا
السياسية - منذ ساعتان و 20 دقيقة
في بلد أنهكته الحرب المستمرة منذ نحو عقد، يواجه اليمن اليوم موجة جديدة من وباء الكوليرا وضعت البلاد في صدارة المشهد الصحي العالمي المأساوي، لتصبح ثاني أكبر بؤرة لتفشي المرض بعد جنوب السودان.
وكشفت منظمة الصحة العالمية عن تسجيل ما يقرب من 61 ألف حالة إصابة بالكوليرا في اليمن منذ مطلع العام 2025، بينها أكثر من 160 وفاة، لتحتل البلاد المرتبة الثانية عالميًا بعد جنوب السودان التي أبلغت عن أكثر من 70 ألف إصابة وأكثر من 1,100 وفاة. وهذا الواقع يسلط الضوء مجددًا على هشاشة البنية الصحية وتفاقم الأوضاع الإنسانية، حيث يختلط المرض بالفقر وسوء التغذية وانهيار الخدمات الأساسية.
وقالت المسؤولة التقنية في المنظمة لشؤون الكوليرا، كاثرين ألبيرتي، خلال مؤتمر صحفي في قصر الأمم المتحدة بجنيف، إن الأرقام المسجلة في اليمن تعكس تفشيًا واسعًا "يثير قلقًا بالغًا"، مشيرة إلى أن الصراعات والفقر والظروف المعيشية المتدهورة تغذي انتشار الوباء ليس فقط في اليمن، بل أيضًا في دول مثل السودان والكونغو الديمقراطية.
وبحسب المنظمة الأممية، بلغ إجمالي الحالات التراكمية عالميًا خلال العام الحالي أكثر من 390 ألف إصابة جديدة بالكوليرا وما يزيد على 4,300 وفاة في 31 دولة، ما يعكس خطورة التوسع الجغرافي للمرض وارتباطه بالأزمات الإنسانية الممتدة.
ودعت الصحة العالمية الحكومات والمجتمع الدولي إلى حشد التمويل العاجل ودعم عمليات نشر اللقاحات والإمدادات الطبية بشكل سريع، إضافة إلى ضمان وصول آمن للعاملين في مجال الإغاثة. كما شددت على ضرورة الاستثمار طويل المدى في البنية التحتية للمياه والصرف الصحي وتعزيز أنظمة المراقبة الصحية للحد من تفشي الأوبئة.
ويأتي هذا التحذير في وقت يشهد اليمن واحدة من أعقد الأزمات الإنسانية في العالم، حيث تتداخل الحرب الممتدة مع انهيار الخدمات الصحية وتدهور الوضع المعيشي، ما يجعل مواجهة الأوبئة أكثر صعوبة ويزيد من أعباء السكان الذين يعانون أصلًا من شح الغذاء والدواء.