الحكومة تقر فتح تحقيقات في تجاوزات البناء العشوائي بمجاري السيول
السياسية - Monday 25 August 2025 الساعة 10:33 pm
وافقت الحكومة اليمنية، على إنشاء مركز طوارئ لتوحيد الجهود على المستويين المركزي والمحلي، بالتوازي مع فتح تحقيق شامل في التجاوزات التي شابت منح تراخيص البناء العشوائي في مجاري السيول ومناطق تدفق الأمطار، وما ترتب عليها من تفاقم الأضرار والخسائر في عدد من المدن اليمنية خلال المنخفض الجوي الأخير.
وشدد رئيس مجلس الوزراء الدكتور سالم صالح بن بريك، خلال ترؤسه اجتماعاً حكومياً بالعاصمة عدن، الإثنين، على أن البناء العشوائي في مجاري السيول وعدم الالتزام بالمخططات الحضرية والمواصفات الفنية في مشاريع الطرق، يعد من أبرز أسباب تكرار الكوارث، مؤكداً أن الحكومة ستعمل على محاسبة المتورطين في هذه التجاوزات ومنح تراخيص غير قانونية، واتخاذ إجراءات صارمة لمنع تكرارها.
وبحسب ما أقره الاجتماع، فإن الجهات المختصة ستتولى مسؤولية دراسة التربة وتحديد صلاحية الأراضي للبناء، وضمان التقيد بالمخططات الحضرية المعتمدة، بما يحول دون تحويل المدن إلى بؤر مهددة بالفيضانات كل عام، ويعزز في المقابل قدرة المجتمع على الصمود أمام التغيرات المناخية.
>> تغيّرات مناخية غير مسبوقة.. السيول تعود إلى "الوادي الكبير" بعدن بعد 4 عقود
وقف الاجتماع أمام تقارير الوزارات والسلطات المحلية بشأن حجم الأضرار التي خلفتها السيول الأخيرة، والإجراءات المتخذة لحماية المواطنين والأراضي الزراعية وإصلاح الطرقات وإعادة الخدمات الأساسية.
كما أقر تنفيذ مشروع الممر المائي في منطقة الوادي الكبير بعدن، بامتداد 13 كيلومتراً وعرض 300 متر، مع إقامة جدران حماية ساندة ورصف أجزاء منه بالأحجار، لتصريف السيول وحماية التجمعات السكنية. وشدد الاجتماع على إزالة جميع الأعمال العشوائية والتعديات الواقعة ضمن مسار الوادي، والحفاظ على حرم المجرى المائي كما هو معتمد في المخططات الرسمية لمحافظة عدن.
أكد رئيس الوزراء بن بريك أن تكرار الكوارث الطبيعية يمثل ناقوس خطر يستوجب مضاعفة الجهود والتخطيط الاستراتيجي طويل المدى، داعياً إلى صياغة مقاربة وطنية تجمع بين خطط الطوارئ العاجلة والرؤى الاستراتيجية لمواجهة التغيرات المناخية وتأثيراتها على الأمن الغذائي والمائي في البلاد.
كما شدد على أن حماية أرواح المواطنين تبقى أولوية قصوى، مشيراً إلى أن الحكومة لن تدخر جهداً في إصلاح البنى التحتية المتضررة، وتصريف مياه الأمطار من الشوارع، وإعادة تشغيل شبكات الكهرباء والمياه، وتكثيف حملات الوقاية للحد من تفشي الأوبئة.
*صور من الفضاء تكشف حجم الكارثة في عدن
« تم الاستعانة بالذكاء الاصطناعي لتحليل الصور بدقة «
(فاروق مقبل الكمالي )