12 غارة ضربت ميناء الحديدة.. إسرائيل تتوعد الحوثيين بمواصلة الحرب بقوة

الجبهات - Tuesday 16 September 2025 الساعة 06:49 pm
الحديدة، نيوزيمن:

شنت مقاتلات إسرائيلية، الثلاثاء 12 غارة جوية مركّزة على ميناء الحديدة غرب اليمن، مستهدفةً مرافق حيوية وأرصفة بحرية تستخدمها ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران لتسيير أنشطتها المختلفة.

تأتي هذه الضربات في إطار ردّ إسرائيلي مباشر على الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة التي أطلقتها الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران باتجاه مدن جنوب ووسط إسرائيل، من دون أن تحقق إصابات دقيقة، بحسب تصريحات تل أبيب. 

ويؤكد مراقبون أن إسرائيل تسعى من خلال هذه الضربات إلى إضعاف قدرة الحوثيين على استهداف أراضيها وقطع خطوط الإمداد الإيرانية.

مصادر محلية في الحديدة أفادت بأن الغارات استهدفت أرصفة الميناء ومستودعات حيوية، وأدت إلى دوي انفجارات هائلة وتصاعد أعمدة النيران والدخان، فيما شوهدت سفن راسية وهي تنسحب إلى عرض البحر بعد تحذيرات إسرائيلية متكررة. وسبقت الغارات توجيه الجيش الإسرائيلي إنذارات تطالب السكان والموظفين في الميناء ومحيطه بسرعة الإخلاء باعتباره "هدفًا عسكريًا مشروعًا.

الجيش الإسرائيلي أوضح في بيان أن عملياته تستهدف "بنى تحتية عسكرية تابعة للنظام الحوثي الإرهابي"، مؤكداً أن الميناء يُستخدم "لنقل أسلحة إيرانية تُستعمل في مخططات إرهابية ضد إسرائيل وحلفائها". وأضاف البيان أن الحوثيين "يعملون بتوجيه وتمويل إيراني لاستهداف سفن النقل والتجارة في ممرات الشحن العالمية".

وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس شدد بدوره على أن سلاح الجو سيواصل "فرض الحصار البحري والجوي على الحوثيين" محذراً من أن الجماعة "ستدفع أثماناً موجعة عن كل محاولة لاستهداف إسرائيل".

ميناء الحديدة، الخاضع لسيطرة الحوثيين منذ سنوات، يُعدّ شريانًا رئيسيًا لواردات اليمن من الغذاء والوقود. لكن منذ يوليو 2024، بات هدفًا متكررًا للغارات الإسرائيلية التي دمرت خمسة أرصفة وخزانات وقود، وأخرجته جزئيًا عن الخدمة. 

وتقدّر مصادر اقتصادية أن الميليشيا تجني من الميناء نحو 594 مليون دولار سنوياً، ما يجعله أحد أهم مصادر تمويل عملياتها العسكرية.

وتثير هذه التطورات مخاوف متزايدة من كارثة إنسانية، إذ يعتمد ملايين اليمنيين على واردات الغذاء والوقود عبر الحديدة. كما يحذر خبراء من أن استمرار الضربات الإسرائيلية قد يدفع المنطقة إلى دوامة أوسع من الصراع البحري، خصوصاً مع تزايد تهديدات الحوثيين للملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويؤكد محللون أن هذا التصعيد يفتح فصلاً جديداً في حرب الظل بين إسرائيل وإيران عبر وكلائها، حيث يسعى كل طرف لفرض معادلات ردع جديدة، فيما يدفع المدنيون في اليمن الثمن الأكبر من دمار الميناء وتفاقم الأوضاع الإنسانية في واحدة من أشد مناطق العالم فقراً.