جوع وقتل واختطاف.. الحوثي يتفاخر بنكبة 21 سبتمبر
السياسية - منذ ساعتان و 6 دقائق
خرج زعيم ميليشيا الحوثي الإيرانية في اليمن، عبد الملك الحوثي للتفاخر والتباهي بما حققته جماعته من إنجازات تاريخية للوطن والشعب اليمني في ذكرى انقلاب جماعته على السلطة 21 سبتمبر. حيث عمد على تقديم رواية مناقضة تمامًا للواقع المرير الذي يعيشه السكان في مناطق سيطرتهم منذ 11 عام.
وكرّس الحوثي في خطابه للتفاخر بما سمّاه "النهضة والتقدم والحرية" التي يعيشها اليمن منذ 21 سبتمبر 2014، في وقتٍ تكشف فيه الوقائع عن مجاعة متصاعدة، وغياب الرواتب، وحملات اعتقال واسعة تطال المدنيين والصحافيين والعاملين الإنسانيين.
زعيم الحوثيين تباهى بما اعتبره "إنجازات" لجماعته، في حين يعيش ملايين الموظفين بلا مرتبات منذ سنوات، رغم الإيرادات الضخمة التي تجنيها سلطاته من موانئ الحديدة، والضرائب، والجمارك، وقطاع الاتصالات. وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 18 مليون يمني يواجهون خطر الجوع الحاد هذا العام، بينهم مئات الآلاف من الأطفال المعرّضين لسوء التغذية الوخيم، بينما خصّص الحوثي خطابه لتمجيد سلطته والانتصار لروايته السياسية.
وبينما وصف الحوثي سلطته بأنها "نموذجية في التعامل مع المعارضين"، تكشف التقارير الحقوقية عن وجود 15 ألف معتقل في سجون الميليشيات، معظمهم من المدنيين الذين جرى خطفهم من الطرقات أو بسبب رفضهم المشاركة في فعاليات طائفية. كما أغلقت الميليشيات الصحف المعارضة والمستقلة، وفرضت رقابة على الأحزاب والنشاط السياسي، في تناقض صارخ مع خطاب "الحريات" الذي يروّج له الحوثي.
وشن زعيم الميليشيات هجومًا على جميع الأحزاب السياسية، واعتبرها "أدوات للولايات المتحدة"، كما اتهم المنظمات غير الحكومية بأنها جزء من "مؤامرة خارجية للتفكيك"، في وقتٍ تؤكد فيه منظمات الإغاثة أنها تواجه تضييقًا ممنهجًا من قبل سلطات الحوثيين، يشمل الاعتقالات التعسفية لموظفي الأمم المتحدة والعاملين الإنسانيين.
خطاب الحوثي تناسى حقيقة أن أكثر من نصف سكان اليمن بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية، فيما تشير بيانات المنظمات الدولية إلى أن البلاد على وشك الانزلاق نحو كارثة إنسانية غير مسبوقة مع نهاية العام الجاري. وفي المقابل، حاول الزعيم الحوثي تسويق انقلابه على أنه "ثورة تحررية عظيمة" ستبني "حضارة رائدة"، رغم أن سياسات جماعته أدت إلى أكبر أزمة إنسانية في تاريخ اليمن الحديث.
وتزامن خطاب الحوثي مع بيان مشترك لنحو 50 منظمة إنسانية حذّرت فيه من أن اليمن يقف على شفا المجاعة، مطالبةً المجتمع الدولي بتحرك عاجل لإنقاذ الأرواح وضمان وصول المساعدات دون عوائق. وأكد البيان أن الأزمة الحالية "جردت الناس من أبسط مقومات الحياة"، محذرًا من أن استمرار الوضع على ما هو عليه سيقود إلى انهيار شامل ويضاعف من معاناة الملايين.
وبحسب مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، صُنّف اليمن ثالث أكثر دول العالم معاناة من انعدام الأمن الغذائي، حيث يواجه 18 مليون شخص جوعًا حادًا، بينهم 41 ألفًا مهددون بمستويات كارثية من الجوع، فيما يواجه 2.4 مليون طفل دون الخامسة خطر سوء التغذية الحاد. هذه الأرقام القاتمة تكشف التناقض الصارخ بين دعاية الحوثيين عن "النهضة"، وواقع الانهيار الاقتصادي والمعيشي والإنساني الذي يدفع اليمنيين إلى حافة الكارثة.