تعز تواجه أزمة العطش.. تحرك حازم لاستكمال مشروع مياه الشيخ زايد

السياسية - منذ 3 ساعات و 12 دقيقة
تعز، نيوزيمن:

تسعى قيادة سلطة محافظة تعز إلى إعادة الدفع القوي نحو استكمال مشروع مياه الشيخ زايد بعد سنوات من التوقف والتعثر، في خطوة تهدف إلى تخفيف معاناة السكان الذين يعانون من أزمة مياه خانقة وفقدان مستمر لمصدر المياه الأساسي. 

ويأتي هذا التحرك بعد أن عرقلت جهات محسوبة على حزب الإصلاح الإخواني تنفيذ المشروع لأسباب سياسية ونكاية حزبية، متجاهلة حجم المعاناة التي يعيشها المواطنون يوميًا في مواجهة شح المياه وانعدام الحلول البديلة.

ووجه محافظ تعز نبيل شمسان باستكمال جميع مراحل مشروع مياه الشيخ زايد، بما يشمل حفر الآبار وتجهيز منظومة الضخ والتوصيلات، مع التأكيد على ضرورة التنسيق مع الجهات المعنية لضمان سرعة الإنجاز وموافاتها بالنتائج بصورة عاجلة، وفق مذكرة رسمية صادرة عن مكتب إعلام المحافظة.

وتأتي هذه التوجيهات في إطار جهود السلطة المحلية لمواجهة ما وصفه المسؤولون بـ"تعطيل متعمد" من قبل جهات محسوبة على حزب الإصلاح، كان لها أثر مباشر على تأخر تنفيذ المشروع منذ الإعلان عنه في مارس 2023، رغم توقيع اتفاقات سابقة مع المجتمعات المحلية في مناطق الضباب، برداد، وطالوق، ومديرية جبل حبشي، لتنفيذ حفر 10 آبار ارتوازية وإنشاء خزانات ومرافق تشغيل بطاقة يومية تصل إلى 7 ملايين لتر.

ويُعتبر مشروع مياه الشيخ زايد شريان حياة رئيسيًا لمدينة تعز، ويأمل السكان أن يتحول إلى مصدر مستقر لتوفير مياه الشرب، بعد سنوات طويلة شهدت توقفًا في أعمال حفر الآبار وإنشاء الخزانات وشبكات التوزيع. وتسعى السلطة المحلية، من خلال تنسيقها مع الجهات الرسمية والمجتمعات المحلية، إلى تجاوز العقبات التي فرضتها الأطراف المعرقلة، وضمان استكمال المشروع بما يحقق أهدافه الإنسانية والتنموية، ويضع حدًا لمعاناة الأهالي التي طال أمدها.

وكان وكيل محافظة تعز لشؤون الخدمات، عارف جامل، أكد في تصريح سابق أن استمرار تعطيل المشروع يمثل إخلالًا جسيمًا بالمسؤولية تجاه المواطنين، مشددًا على أن أي تقاعس عن التنفيذ يعني أن السلطة المحلية نفسها تتحول إلى جهة معرقلة، مطالبًا باتخاذ إجراءات صارمة ضد الجهات التي تمنع إنجاز المشروع. وقال جامل: "من العار أن نترك مشروعاً حيوياً يُعرقل، بينما الناس يبحثون عن قطرة ماء."

ويعد المشروع الذي ينفذ برعاية مباشرة من عضو مجلس القيادة الرئاسي الفريق أول ركن طارق صالح وبدعم مالي وفني من الإمارات العربية المتحدة، أحد أكبر المشاريع المائية في تعز، ويهدف لتخفيف وطأة أزمة العطش على أكثر من نصف مليون نسمة، من خلال إنشاء 10 آبار ارتوازية و3 خزانات تجميعية بسعة 15 ألف متر مكعب، إلى جانب منظومة تشغيل بالطاقة الشمسية وخط أنابيب بطول 12 كيلومترًا.

وأشار المسؤولون إلى أن استئناف العمل بالمشروع يمثل بارقة أمل حقيقية لسكان المدينة، لا سيما في ظل الانقطاع المستمر لمياه الشرب وارتفاع أسعارها في السوق السوداء، إضافة إلى تدهور البنية التحتية وضعف الحلول المستدامة في السابق.

وتعكس هذه الخطوة الجديدة توجهًا حازمًا من قيادة السلطة المحلية للتغلب على العقبات الإدارية والسياسية، وضمان تنفيذ مشروع مياه الشيخ زايد كأولوية قصوى لإنقاذ السكان من أزمة عطش متفاقمة، وإعادة الثقة بقدرة المؤسسات الرسمية على توفير الخدمات الأساسية.