تكثيف حوثي مريب في جبهات الساحل الغربي.. مؤشرات على نوايا لتفجير الوضع عسكريًا
السياسية - منذ 3 ساعات و 36 دقيقة
كثّفت ميليشيا الحوثي الإيرانية خلال الأسابيع الأخيرة من تحركاتها العسكرية في محافظة الحديدة والساحل الغربي، وسط مؤشرات واضحة على نوايا مبيتة لتفجير الوضع ميدانيًا واستئناف العمليات القتالية الواسعة ضد القوات المشتركة الملتزمة بالتهدئة الأممية لإتاحة الفرصة أمام الجهود الرامية للوصول إلى حل سلمي وإنهاء الحرب.
وبحسب مصادر عسكرية ميدانية، دفعت الميليشيا منذ الإعلان عن اتفاق وقف الحرب في غزة بتعزيزات بشرية وآليات قتالية إضافية إلى خطوط التماس في قطاعات مختلفة من الحديدة، في خطوة تُعدّ الأكبر منذ أشهر، وتهدف – وفق مراقبين – إلى إعادة تنشيط الجبهات التي ظلت مجمّدة نسبيًا بفعل الضغوط الدولية ومساعي التهدئة.
وأكدت المصادر أن القوات الحوثية تقوم بإعادة تموضع وتنظيم وحداتها المقاتلة ضمن خطط تنسيق جديدة، تتضمن إنشاء مراكز قيادة ميدانية، ونشر طائرات استطلاع مسيّرة لرصد تحركات القوات المشتركة، ما يشير إلى تحضير ممنهج لمعركةٍ قادمة.
ومساء الأحد أعلن الإعلام العسكري للمقاومة الوطنية أن الوحدات المرابطة في خطوط التماس بمحور الحديدة أخمدت خلال الساعات الماضية محاولة تسللٍ جديدة نفذتها عناصر حوثية على أحد محاور القتال. وأوضح البيان أن قوات اللواء الأول زرانيق رصدت تحركات مشبوهة للمليشيا المدعومة من إيران أثناء محاولتها التقدم نحو تباب قريبة من مواقع التماس، قبل أن يتم التعامل معها بحزم وإجبارها على التراجع تحت نيران كثيفة.
وأكدت المقاومة الوطنية أن العناصر الحوثية تكبّدت خسائر فادحة في العتاد والأرواح، بينما استعادت القوات المشتركة السيطرة الكاملة على المنطقة المستهدفة، مشيرة إلى أن تلك المحاولات لم تتوقف في الأيام الماضية وتُظهر إصرار المليشيا على اختبار جاهزية القوات المرابطة.
ويرى خبراء عسكريون أن التحركات الحوثية الأخيرة لا تقتصر على عمليات محدودة أو استطلاعية، بل تُعدّ جزءًا من خطة أوسع لإعادة إشعال الجبهة الغربية، في محاولة لصرف الأنظار عن الضغوط التي تتعرض لها المليشيا سياسيًا وعسكريًا في جبهات أخرى، خصوصًا في مأرب وتعز والضالع.
وأكدوا أن التحركات الحوثية الأخيرة تتطابق مع نمط تكتيكي معروف تتبعه المليشيا قبل تنفيذ عمليات هجومية واسعة، يبدأ بعمليات تسللٍ محدودة لاختبار خطوط الدفاع، يتبعها قصف مدفعي واستطلاع جوي، تمهيدًا لشنّ هجمات متزامنة على أكثر من محور.
تكثيف التحركات العسكرية وإرسال التعزيزات إلى الحديدة يعكس رغبة إيرانية واضحة في إعادة خلط الأوراق داخليًا على طول الشريط الساحلي الغربي، خصوصًا بعد إسقاط شماعة الحرب الإقليمية التي قادتها الميليشيات بحجة "نصرة غزة" لضرب الملاحة والسفن التجارية بالبحر الأحمر.
بحسب تقديرات ميدانية، تسعى الميليشيا الحوثية من خلال تحركاتها إلى تحقيق جملة من الأهداف، بينها إعادة تحريك الجبهة الغربية للضغط على القوات المشتركة وإجبارها على إعادة توزيع قواتها بعيدًا عن جبهات أخرى، إرسال رسائل سياسية وعسكرية للمجتمع الدولي بأن الحوثيين لا يزالون يمتلكون زمام المبادرة رغم الحديث عن التهدئة، وكذا إعادة اختبار جاهزية القوات المشتركة ومستوى التنسيق لصد الهجمات التي تشن بشكل بين الحين والآخر.
من جانبها، تؤكد القوات المشتركة في الساحل الغربي أنها على جاهزية قتالية عالية للتعامل مع أي تهديد أو محاولة تقدم حوثية، مشيرة إلى أنها تراقب التحركات بدقة عبر وحدات الاستطلاع الميداني والطائرات المسيرة. وتشير تقارير ميدانية إلى أن القوات المشتركة عززت مواقعها الدفاعية ونشرت وحدات إضافية في خطوط التماس، في رسالة حازمة بأنها لن تسمح بفرض أي واقع جديد على الأرض.
ويأتي هذا التصعيد في وقتٍ تشهد فيه الجهود الأممية لإحياء مسار السلام جمودًا واضحًا، ما يعزز المخاوف من أن المليشيا الحوثية تسعى لاستباق أي تسوية محتملة بفرض مكاسب ميدانية. وبينما تحاول طهران استخدام الحوثيين كورقة ضغطٍ في صراعاتها الإقليمية، يبدو أن الساحل الغربي قد يعود إلى واجهة المواجهة العسكرية في حال مضت الميليشيا بخططها التصعيدية، وهو ما قد يعيد إشعال واحدة من أكثر الجبهات تعقيدًا واستنزافًا في الحرب اليمنية.