فتح خطوط تهريب وتنفيذ هجمات.. الحوثي يتمدد في سواحل السودان بغطاء إيراني

السياسية - منذ 4 ساعات و 24 دقيقة
عدن، نيوزيمن، خاص:

حذّر تقرير دولي حديث من مؤشرات خطيرة على توسّع النفوذ الإيراني في البحر الأحمر وشرق إفريقيا عبر مليشيا الحوثي، مؤكدًا أن الجماعة المدعومة من طهران تسعى إلى إنشاء تمركزات جديدة قرب السواحل السودانية لفتح خطوط تهريب للأسلحة والمخدرات، بما يهدد أمن واستقرار المنطقة والملاحة الدولية.

وأشار التقرير الذي نشرته مجلة "يوراسيا ريفيو" إلى أنّ إيران تسعى إلى تعويض خسائر الحوثيين في اليمن من خلال إعادة توجيه طرق الإمداد إلى مناطق أكثر أمناً على امتداد الساحل الإفريقي، وتحديداً عبر ميناء بورتسودان والمناطق الساحلية القريبة منه، في ظل إعادة الدفء إلى علاقاتها مع القوات المسلحة السودانية بقيادة عبد الفتاح البرهان.

وأكد المحلل الدولي المتخصص في الشأن اليمني والعضو السابق في لجنة الخبراء الأممية المعنية باليمن، فرناندو كارفاخال، أن توسيع الحوثيين نطاق عملياتهم من سواحل اليمن إلى الأراضي السودانية "يُضاعف المخاطر في البحر الأحمر وشرق إفريقيا"، مشيراً إلى أن ذلك "يمنح الجماعة مساحة أوسع لتنفيذ هجماتها خارج النطاق الجغرافي التقليدي".

وربط التقرير بين التموضع الحوثي الجديد والهجمات التي تبنّتها المليشيا مؤخراً ضد سفن تجارية في البحر الأحمر، حيث أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن هجومين متزامنين قرب ميناء ينبع السعودي استهدفا سفينتي سكارليت راي وإم إس سي أبيي في سبتمبر الماضي، على بعد نحو 600 ميل من السواحل اليمنية.

وقال التقرير إن هذا التطور "يمثل مؤشراً على امتلاك الحوثيين قدرات عملياتية جديدة تتجاوز مسرحهم البحري المعتاد"، لافتاً إلى أن بعض الضربات الأخيرة ربما نُفذت من قوارب انطلقت من الساحل السوداني، وفق ما أفاد به مسؤولون عسكريون يمنيون سابقون.

ونقل التقرير عن هشام المقدشي، نائب الملحق الدفاعي اليمني السابق في واشنطن، قوله إن إحدى الهجمات نفذت بطائرة مسيّرة انطلقت من قارب صيد بالقرب من السفينة المستهدفة، وهو "أسلوب يثير شكوكاً حول وجود دعم استخباراتي ولوجستي إيراني مباشر".

وذكر التقرير أن إيران تعمل على إنشاء شبكات دعم لوجستي للحوثيين عبر السودان والصومال بعد أن أغلقت الحكومة اليمنية والقوات البحرية المشتركة معظم خطوط التهريب القديمة من بحر العرب وسواحل عُمان.

وأضاف أن طهران عززت وجودها من خلال نقل طائرات مسيّرة متطورة من طراز “مهاجر-6” و“أبابيل” وأنظمة صواريخ دقيقة إلى القوات المسلحة السودانية منذ أكتوبر 2023، وهو ما يمنح الحوثيين منفذاً استراتيجياً جديداً لإعادة تموضعهم بعيداً عن الرقابة الدولية في البحر الأحمر.

وأشار التقرير إلى أن إيران قد أقامت صلات عسكرية مع مجموعات متطرفة في السودان، أبرزها كتيبة البراء بن مالك التي تخوض معارك إلى جانب قوات البرهان في بورتسودان، وتعدّ جزءًا من شبكة إيرانية أوسع لنقل الأسلحة عبر إفريقيا إلى اليمن.

وحذّر التقرير من احتمال وصول الحوثيين إلى أسلحة أكثر تطوراً وربما كيميائية عبر هذه الشبكات، خصوصاً في ظل اتهامات أمريكية لإيران باستخدام هذا النوع من الأسلحة في مناطق نزاع مختلفة. وأكّد أن استمرار هذا التوسع الإيراني – الحوثي في البحر الأحمر والساحل الإفريقي "يمثل تهديداً مباشراً لحركة التجارة الدولية" التي تمر عبر واحد من أهم الممرات البحرية في العالم، لاسيما بعد تصاعد الهجمات على السفن المدنية منذ أواخر 2023.

واختتمت يوراسيا ريفيو تقريرها بالتحذير من أن الحروب الممتدة في السودان واليمن باتت تتقاطع على نحو خطير، مشيرة إلى أن "التحالف الحوثي – الإيراني يتخذ من شرق إفريقيا منصة جديدة لإعادة توجيه نفوذه العسكري"، في وقت يبدو فيه أن المجتمع الدولي "ما يزال ينظر إلى خطر الحوثيين ضمن نطاق جغرافي ضيق لا يعكس حجم تمددهم الحقيقي".