الحوثيون يقتحمون مكتبي المبعوث الأممي و"الفاو" بصنعاء ويعتقلون موظفين
السياسية - Saturday 25 October 2025 الساعة 09:17 pm
صنعاء، نيوزيمن:
اقتحمت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، السبت، مكتبي المبعوث الأممي إلى اليمن ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في صنعاء، واعتقلت عددًا من الموظفين المحليين، في أحدث حلقة من مسلسل الانتهاكات ضد العاملين في الوكالات الأممية.
ويأتي هذا التطور بعد 24 ساعة من إعلان الأمم المتحدة تعيين الدبلوماسي الفلسطيني معين شريم لقيادة جهود الإفراج عن موظفيها المختطفين لدى الحوثيين، في خطوة وصفتها أوساط سياسية بأنها "اختبار مبكر لجدية الأمم المتحدة في مواجهة التعنت الحوثي". إلا أن عملية الاقتحام الجديدة اعتُبرت تحديًا مباشرًا وصريحًا لتلك الجهود ومسًا خطيرًا بهيبة المنظمة الدولية.
وأكدت مصادر خاصة أن المسلحين الحوثيين داهموا مكاتب المنظمتين واعتقلوا موظفين محليين، بعد حملة مداهمات سابقة طالت العشرات من العاملين في وكالات الأمم المتحدة.
وتعليقًا على الحادثة، قال الناشط الحقوقي رياض الدبعي إن "هذا التصعيد الجديد يؤكد أن تعيينات الأمم المتحدة ليست سوى حلول شكلية"، مضيفًا أن "المشكلة أعمق من مجرد مبعوث أو وسيط، فالحوثيون لا يعترفون بأي التزامات دولية ولا يحترمون الأمم المتحدة نفسها".
الحادثة أثارت مخاوف متزايدة على سلامة العاملين الإنسانيين في مناطق سيطرة الميليشيا، خصوصًا بعد أن تكررت حوادث الاعتقال خلال الأسابيع الماضية، من بينها اعتقال الموظفة الأممية حنان الشيباني في صنعاء رغم معاناتها من وضع صحي حرج عقب ولادة مبكرة ووفاة جنينها.
وفي وقت سابق، أعلنت الأمم المتحدة أن الحوثيين اختطفوا خلال اليومين الماضيين سبعة موظفين جدد، ليرتفع عدد المختطفين الأمميين إلى نحو 60 موظفًا، معظمهم من اليمنيين العاملين في وكالات الإغاثة والتنمية.
من جهته، قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني إن "الميليشيا شنت حملة اعتقالات جديدة خلال الساعات الماضية ضد موظفين أمميين في العاصمة صنعاء"، مؤكدًا أن "هذا التصعيد الممنهج يثبت أن الحوثيين لا يعترفون بالقانون ولا يحترمون المواثيق الدولية، ويتعاملون مع المنظمات والعاملين فيها كرهائن وأدوات ابتزاز سياسي".
وأضاف الإرياني أن هذه الانتهاكات تمثل "رسالة تحدٍ للمجتمع الدولي مفادها أن الميليشيا قادرة على انتهاك الاتفاقيات والأعراف دون خوف من العقاب"، داعيًا الأمم المتحدة إلى الانتقال من مرحلة التنديد إلى اتخاذ إجراءات عملية تضمن حماية موظفيها، وإعادة النظر في آليات عملها داخل مناطق سيطرة الحوثيين.
وفي بيان رسمي، أكدت الأمم المتحدة أنها ستعيد تقييم أسلوب عملها في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين بعد سلسلة من الاعتداءات، شملت اقتحام مقراتها، واحتلال أصولها، والاحتجاز المتكرر لموظفيها. كما أوضح المتحدث باسم الأمين العام أن المنظمة عيّنت معين شريم لقيادة جهود إطلاق سراح المحتجزين ومنع تكرار هذه الانتهاكات.
ويُنظر إلى هذه التطورات على أنها تصعيد متعمّد من جانب الحوثيين بعد اتهامات وجهها زعيم الميليشيا عبد الملك الحوثي في خطاب متلفز مؤخرًا، اتهم فيه منظمات أممية – منها برنامج الأغذية العالمي واليونيسف – بالضلوع في "أنشطة تجسس وعدوان على اليمن"، في خطاب يعكس توجهًا متزايدًا نحو شيطنة العمل الإنساني وتوظيفه سياسيًا.
ويرى مراقبون أن هذا السلوك يمثل جزءًا من استراتيجية حوثية منظمة لإخضاع المنظمات الدولية وإجبارها على العمل ضمن أجندة الميليشيا، بما يتيح لها التحكم في تدفق المساعدات واستخدامها كورقة ضغط سياسية واقتصادية، وسط صمت دولي متزايد يهدد مستقبل العمل الإنساني في اليمن.
>
