الحوثيون يحاولون تبييض جرائمهم بتزييف مأساة الصيادين في كمران
السياسية - منذ 4 ساعات و 32 دقيقة
الحديدة، نيوزيمن:
في مشهدٍ يعكس أقصى درجات القسوة واللاإنسانية، تحوّل يوم الصيد المعتاد لعددٍ من أبناء جزيرة كمران في محافظة الحديدة إلى فاجعة مأساوية، حين دوّى انفجار مفاجئ في عرض البحر، أنهى حياة ثلاثة صيادين من أسرة واحدة، كانوا يسعون لتأمين قوت يومهم.
الأمواج أعادت جثثهم الهامدة إلى الشاطئ، لكنّ آلة التضليل الحوثية لم تكتفِ بقتلهم، بل سعت إلى طمس معالم الجريمة وتزوير الحقيقة، عبر نشر صورهم وهم يرتدون زيًّا عسكريًا في محاولة لإيهام الرأي العام بأنهم قُتلوا في القتال لا في صيد السمك.
هذه الحادثة المؤلمة تلخص مأساة اليمنيين العالقين بين الألغام والدعاية، إذ يجد المدني نفسه هدفًا مزدوجًا: مرةً لانفجارٍ لا يميّز بين جندي وصياد، ومرةً أخرى لتزييفٍ يُحوّله من ضحية إلى متهم.
أكد وكيل أول محافظة الحديدة، وليد القديمي، أن الصيادين الذين استشهدوا يوم الخميس في جزيرة كمران نتيجة انفجار ألغام بحرية زرعتها ميليشيا الحوثي، مدنيون أبرياء وليسوا مقاتلين كما زعمت المليشيا.
وقال القديمي، في تدوينة على منصة "إكس"، إن المليشيا نشرت صور الضحايا بعد أن ألبستهم الزي العسكري لتبرير الجريمة وتسويق رواية كاذبة بأنهم قتلوا في المعارك، مشيراً إلى أن هذا الأسلوب الدعائي يعكس فشل الحوثيين في التغطية على مسؤوليتهم المباشرة عن زرع الألغام البحرية التي تفتك بحياة الصيادين وتدمّر مصدر رزقهم الوحيد.
وأوضح القديمي أن ما حدث في كمران ليس حادثًا عرضيًا، بل جزء من منهج ممنهج تتبعه المليشيا لترويع السكان وتهجيرهم من مناطق الساحل، مؤكداً أن استمرار زرع الألغام البحرية يمثل جريمة حرب ضد المدنيين وتهديدًا مباشرًا لحياتهم ومعيشتهم.
وأضاف أن هذه الممارسات تأتي ضمن سياسة الحوثيين القائمة على التهرب من تبعات جرائمهم وتضليل الرأي العام المحلي والدولي، عبر روايات مفبركة تُخفي حقيقة ما يجري في المناطق الساحلية من انتهاكات جسيمة.
ودعا وكيل أول محافظة الحديدة المنظمات الحقوقية والإعلامية المحلية والدولية إلى توثيق الجريمة والتحقق من المزاعم الحوثية، مؤكداً ضرورة محاسبة المليشيا على انتهاكاتها المتكررة ضد الصيادين والمدنيين في الساحل الغربي.
وطالب المجتمع الدولي بالضغط الجاد لإلزام المليشيا بوقف زرع الألغام البحرية، وإتاحة المجال أمام فرق نزع الألغام لممارسة عملها دون عوائق، حفاظاً على أرواح المدنيين الذين يعيشون في رعبٍ دائمٍ من خطر الانفجار في أي لحظة.
وبحسب مصادر محلية، فقد استشهد ثلاثة صيادين من أسرة واحدة أثناء مزاولتهم مهنة الصيد في شاطئ مهبّ الريح بجزيرة كمران، بعد أن اصطدمت قاربهم بألغام بحرية زرعتها المليشيا مسبقًا وربطتها بأجهزة تفجير عن بُعد.
المشهد ترك خلفه عائلات مكلومة، وأطفالاً بلا معيل، وأمهاتٍ يندبن أبناءهن الذين خرجوا بحثًا عن رزقٍ فعادوا في أكفانٍ بيضاء.
حادثة كمران ليست سوى حلقة جديدة في سلسلة الجرائم الحوثية التي تطال الأبرياء، حيث لا يقتصر القتل على الألغام، بل يمتد إلى تشويه الحقيقة وسرقة رواية الضحايا. في بلدٍ أنهكته الحرب، تحاول المليشيا تحويل المأساة إلى دعاية، فيما تبقى الحقيقة جثةً هامدة على شاطئ الجزيرة، تصرخ في وجه العالم: "هنا مات الصيادون مرتين.. مرة بانفجار، ومرة بالكذب."
>
