الحكومة تحظر التعامل بالدولار في المعاملات الداخلية دعمًا للريال اليمني

إقتصاد - منذ 3 ساعات و 56 دقيقة
عدن، نيوزيمن:

في خطوة وصفت بأنها أحد أهم الإجراءات الإصلاحية لدعم العملة الوطنية وتعزيز التحسن الملحوظ في أسعار الصرف، أقر مجلس الوزراء اليمني قرارًا يقضي بحظر استخدام العملات الأجنبية كبديل عن الريال اليمني في المعاملات التجارية والخدمية والتعاقدات المالية داخل البلاد، في جميع المناطق والمحافظات المحررة.

ويأتي هذا القرار في ظل تحسن كبير لقيمة الريال اليمني أمام العملات الأجنبية خلال الأسابيع الماضية، نتيجة حزمة من التدابير النقدية والإدارية التي اتخذتها الحكومة والبنك المركزي في عدن، والتي شملت تشديد الرقابة على أسواق الصرف، وضبط المضاربين، وتفعيل الدور الرقابي على المؤسسات المالية، إضافة إلى جهود دبلوماسية لتأمين دعم خارجي موجه للاستقرار الاقتصادي.

ونص القرار على أن جميع المعاملات التجارية من بيع وشراء السلع والخدمات والتعاقدات المالية في كافة المحافظات المحررة يجب أن تتم بالعملة الوطنية، بما في ذلك الرسوم الدراسية والعلاجية والإيجارات وتذاكر السفر، وغيرها من الخدمات التي لا تتطلب بطبيعتها الدفع بعملة أجنبية. كما شدد القرار على منع أي جهة أو مؤسسة من فرض الدفع بالدولار أو غيره من العملات الأجنبية في التعاملات المحلية.

ألزم مجلس الوزراء وزارات الصناعة والتجارة، والعدل، والداخلية، ومحافظي المحافظات المحررة باتخاذ الإجراءات الرقابية اللازمة لمتابعة تنفيذ القرار، وضبط المخالفين من الفئات المستهدفة، وإحالتهم إلى الجهات المختصة وفقًا للقانون. كما طالب برفع تقارير دورية إلى رئيس الوزراء حول مستوى التنفيذ، لضمان تفعيل القرار على أرض الواقع ومنع الالتفاف عليه.

ويرى خبراء اقتصاد أن هذه الخطوة تمثل ركيزة أساسية في المعركة للحفاظ على استقرار العملة الوطنية، إذ يسهم التعامل الحصري بالريال اليمني في زيادة الطلب عليه محليًا، وتخفيض الضغوط على سوق الصرف، والحد من المضاربة، فضلًا عن تقليل التفاوت في الأسعار بين مناطق البلاد المختلفة. كما يُتوقع أن يساعد القرار على ضبط التضخم وتقليل الفجوة بين أسعار الصرف الرسمية والموازية، بما ينعكس إيجابًا على القوة الشرائية للمواطنين.

القرار، بحسب محللين، لا يعكس فقط توجهًا اقتصاديًا صرفًا، بل يحمل بعدًا سياسيًا يتمثل في تأكيد حضور الدولة وهيمنتها على أدوات السياسة النقدية في المحافظات المحررة، ورسالة للداخل والخارج بأن الحكومة قادرة على فرض الانضباط في الأسواق وضبط حركة الأموال بما يخدم استقرار البلاد.

ورغم أهمية القرار، يواجه تطبيقه تحديات، أبرزها ضعف أجهزة الرقابة في بعض المناطق، ووجود بعض الأنشطة التي اعتادت لسنوات فرض التعامل بالدولار أو الريال السعودي، خصوصًا في قطاعات العقارات والتعليم الخاص والخدمات الطبية والسفر. ويرى مراقبون أن نجاح القرار يتوقف على قدرة السلطات على تطبيقه بحزم، مع توفير بدائل عملية وسريعة في حال تطلبت بعض المعاملات الدفع بعملة أجنبية.

تؤكد الحكومة أن هذا القرار جزء من مسار إصلاح اقتصادي أوسع يشمل تحديث أنظمة الدفع، وتوسيع شبكة البنوك، وتعزيز ثقة المواطنين بالعملة الوطنية، إلى جانب إصلاحات مالية وإدارية تهدف إلى خلق بيئة اقتصادية أكثر استقرارًا وجاذبية للاستثمار، بما يمهّد لمرحلة جديدة من التعافي الاقتصادي.