غروندبرغ من مسقط: التصعيد الحوثي يقوض جهود السلام ويعرض المدنيين للخطر
السياسية - منذ ساعتان و 41 دقيقة
في وقتٍ يواجه فيه اليمن واحدة من أعقد أزماته الإنسانية والسياسية، تبرز ممارسات ميليشيا الحوثي ضد المنظمات الدولية كعامل إضافي يزيد من تعقيد المشهد ويقوّض فرص السلام. إذ لم يعد الأمر مقتصرًا على تعطيل مسارات الحوار السياسي، بل وصل إلى اعتقالات تعسفية لموظفي الأمم المتحدة واقتحام مقراتها ومصادرة ممتلكاتها، وهو ما اعتبره مراقبون "تصعيداً خطيرًا " يهدد دور المنظمة الأممية في تقديم المساعدات المنقذة للحياة لملايين اليمنيين.
ففي ختام زيارته إلى العاصمة العُمانية مسقط، أعرب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ أثناء لقائه كبار المسؤولين العمانيين وكبير مفاوضي الحوثيين محمد عبد السلام، عن إدانته الشديدة لهذه الانتهاكات التي شهدتها صنعاء مؤخرًا. مؤكدًا أن الاعتقالات واقتحام المقرات ومصادرة الممتلكات تمثل خطراً جسيماً على قدرة الأمم المتحدة على أداء مهامها في اليمن.
ودعا غروندبرغ إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية الذين جرى احتجازهم تعسفياً، مشدداً على أن هذه الممارسات تضع حياة موظفي المنظمة الدولية في مواجهة مخاطر مباشرة، وتنتهك بشكل صارخ الالتزامات الدولية بحماية سلامة العاملين في المجال الإنساني.
كما أعرب المبعوث الأممي عن قلقه البالغ من استمرار دوامة الأعمال العدائية بين الحوثيين وإسرائيل وتداعياتها على اليمن والمنطقة، داعياً جميع الأطراف إلى ضبط النفس وخفض التصعيد وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، مشيراً إلى أن مسؤولية تفادي تفاقم التصعيد تقع على عاتق كل الأطراف المعنية.
وأكد غروندبرغ على أهمية الوحدة الإقليمية والدولية لجهود الأمم المتحدة الرامية إلى تعزيز فرص السلام في اليمن، مشدداً على أن المنظمة الدولية ستبقى شريكاً ثابتاً للشعب اليمني في مسيرته نحو الاستقرار، رغم التحديات والعراقيل التي تضعها الميليشيا.
ويرى محللون أن هذا الموقف الأممي العلني يعكس تزايد الضغوط الدولية على الحوثيين لوقف انتهاكاتهم، خصوصاً وأنها لم تعد تستهدف اليمنيين فحسب، بل طالت أيضاً المؤسسات الأممية التي تمثل القناة الرئيسية لإيصال المساعدات الإنسانية لأكثر من 20 مليون يمني.